وقال الآخر:
قالوا: خسرت القلب حين علقته ... وربحت فيه شماتة الحساد
فأجابهم: لا تعذلوني إنني ... صانعته عن مهجتي بفؤاد!
وقال بعض المشارقة:
ألحاظكم تجرحنا في الحشا ... ولحظنا يجرحكم في الخدود
جرح بجرح فاحسبوا ذابذا ... فما الذي أوجب جرح الصدود؟
وقال أبو العباس بن الفياض:
قم اسقني بين الناي والعود ... ولا تبع طيب مفقود بموجود
نحن الشهود وصوت العود خاطبنا ... فزوج أبن غمام بنت عنقود!
وقال أبو البركات في غرناطة:
رعى الله من غرناطة متبوءاً ... يسر كئيبا أو يجير طريدا!
تبرم منها صاحبي عندما رأى ... مسارحها بالبرد عدن جليدا
هي الثغر صان الله من أهله به ... وما خير ثغر لا يكون برودا
وقال أبن الحجاج في صاحب وليمة أبطأ بالطعام فيها.
يا جائيا في داره ذاهبا ... لغير معنى لا ولا فائدة
قد جن أصحابك من جوعهم ... فأقراً عليهم سورة المائدة!
وتقدم بعضه. وقال الآخر:
مال أبن دارة دونه لعفاته ... خرط القتاد والتماس الفرقد
مال لزوم الجيمع يمنع صرفه ... في راحةٍ مثل المنادى المفرد
وقال الآخر:
فأكثر من الإخوان للدهر عدة: ... فكثرة در العقد من شرف العقد
وعظم صغير القوم وأبدا بحقه: ... فمن خنصري كفيك تبدأ في العد!
وقال الآخر:
ألا! إنّه كلنا بائد ... وأي بني آدم خالد؟
وبدؤهم كان من وبهم ... وكل إلى ربه عائد
فيا عجبا كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد