فهلا خسفت فكان الخسوف ... حداداً لبست على فقده؟
وقال آخر في التعزية:
لابد من فقد ومن فاقد ... هيهات ما في الناس من خالد
كن المعزي لا المعزى به ... إنَّ كان لابد من الواحد!
وقال الوزير المهلبي:
خليلي إني للثريا لحاسد ... وإني على ريب الزمان لواجد
أيبقى جميعا شملها وهي سبعة ... وأفقد من أحببته وهو واحد؟
وقال الآخر:
دهى الله مصرا وسكانها ... وفتت أكبادهم وبالحسد!
متى يرتجي مفلس عندهم ... غنى وعلى كل فلس أسد؟
وقال الآخر:
ما للمعيل وللسفار وإنما ... يجلى بوصل البيد من هو فارد
فالشمس تجتاب السماء فريدة ... وأبو بنات النعش فيها راكد
وقال أبن سكرة:
قيل: ما أعددت للبرد ... وقد جاء بشده؟
قلت: دراعة عري ... تحتها جبة رعده
وقال الآخر:
بين اللثام وصدغه المعقود ... خمران: من ريق ومن عنقود
يلوى على زرد العذار دلاله: ... كم فتنةٍ بين اللوى وزرود!
وقال الآخر:
أهلا بطيفك زائراً أو عائد ... تفديك نفسي غائبا أو شاهدا!
يا من على طيف الخيال أحالني ... أتظن طرفي مثل طرفك راقدا؟
ما نمت لكن الخيال يلم بي ... فيجله طرفي فيطرق ساجداً
وقال الراضي بن عباد:
مروا بنا أصلا من غير ميعاد ... وأوقدوا نار قلبي أي إيقاد
لا غزو إنَّ زاد في قلبي مرورهم ... فرؤية الماء تذكي غلة الصاد!