للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة: ... فإنَّ فساد الرأي إنَّ يترددا

ولا تمهل الأعداء يوما بقدرة ... وحاذرهم أنَّ يملكوا مثلها غدا!

وسبب ذلك أنَّ جارية له أهدت إليه تفاحة بعد إنَّ طيبتها، وكتبت عليها:

هدية مني إلى المهدي ... تفاحة تقطف من خدي

محمرة مصفرة طيبت ... كأنها من جنة الخلد!

وقال عروة بن أذينة، رضي الله عنه:

إذا وجدت أوار الحب في كبدي ... أقبلت نحو سقاء القوم ابترد

هبني بردت ببرد الماء ظاهرة ... فمن لنار على الأحشاء تتقد؟

وقال الإمام الشافعي، رضي الله عنه، فيما زعموا:

خذوا بدمي ذلك الغزال فانه ... رماني بسهمي مقلتيه على عمد

ولا تقتلوه أنني أنا عبيده ... وفي مذهبي لا يقتل الحر بالعبد!

وقال القاضي عبد الوهاب بن نصر المالكي، رحمه الله:

ونائمة قبلتها فتنبهت ... وقالت: تعالوا فاطلبوا اللص بالحد!

فقلت لها: إني لثمتك غاضبا ... وما حكموا في غاضب بسوى الرد

خذيها وكفي لي عن إثم ظلامتي ... وإنَّ أنتِ لم ترضي فألفا من العد

فقالت: قصاص يشهد العقل إنّه ... على كبد الجاني ألذ من الشهد

فباتت يميني وهي هيمان خصرها ... وباتت يساري وهي واسطة العقد

وقالت: ألم أخبر بأنك زاهد؟ ... فقلت: بلى ما زلت أزهد في الزهد

وقال مسكين الدارمي:

قل للملحة في الخمار الأسود: ... ماذا فعلت بزاهد متعبد؟

قد كان شمر للصلاة إزاره ... حتى قعدت له بباب المسجد

ردي عليه صلاته وصيامه ... لا تفتنيه بحق جاه محمد!

وزعموا إنّه كان مشتهرا بالمجون، فنسك ولزم المسجد، وصار من العباد. فورد بعض تجار العراق على المدينة، على سكانها الصلاة والسلام، بسلة فيها خمر مختلفة الألوان. فباعها

<<  <  ج: ص:  >  >>