ومزقت جعفرا بالبيض واختلست ... من غيله حمزة الظلام للجرز
وأشرفت بخيب فوق فارغة ... وألصقت طلحة الفياض بالعفر
وأجزرت سيف أشقاها أبا حسنٍ ... وأمكنت من حسين راحتي شمر
وليتها إذ فدت عمراً بخارجةٍ ... فدت عيها بما شاءت من البشر!
وما رعت لأبي اليقظان صحبته ... ولم تزود إلاّ الضيح في الغمر
وفي أبن هند وفي أبن المصطفى حسن ... أتت بمعضلة الألباب والفكر
فبعضنا قائل ما أغتاله أحد ... وبعضنا ساكت لم يموت من حصر
وعممت بالردى أبي انس ... ولم ترد الردى عنه قنا زفر
وأنزلت معصما من رأس شاهقةٍ ... كانت به مهجة المختار في وزر
ولم تراقب مكان الزبير ولا ... رعت عياذته بالبيت والحجر
ولم تدع لآبي الذبان قاضبة ... ليس لها عمرو بمنتصر
وأظفرت بالوليد ين اليزيد ولم ... تبق الخلافة بين الكأس والوتر
ولم تعد قضب السفاح نابية ... عن رأس مروان أو أشياعة الفخر
وأسبلت دمعه الروح الأمين على ... دم هريق لآل المصطفى هدر
وأشرقت جعفر والفضل ينظره ... والشيخ يحيى بريق الصارم الذكر
ولا وفت بمعهود المستعين ولا ... بما تأكد للمعتز من مرر
وأوثقت في عراها كل معتمدٍ ... وأشرقت بقذاها كل مقتدر
وروعت كل مأمون ومؤتمن ... وأسلمت كل منصور ومنتصر
وقال الحاجب أبو مروان بن رزين، وقد سقط عن الفرس:
إني سقطت ولا جبن ولا خور ... وليس يدفع ما قد شاءه الذكر
لا يمشين عدوي إنَّ سقطت فقد ... تكبوا الجياد وينبو الصارم الذكر
هذا الكسوف يرى تأثيره أبدا ... ولا يعاب به شمس ولا قمر!
وقال أبو بكر بن عمار: