للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناحت وباحت واستراحت بسرها ... وما نطقت حرفا بيوم به سر

فمالي لا أبكي أم القلب صخرة ... وكم صخرة في الأرض يجري بها نهر!

بكت واحداً لم يشجها غير فقده ... وأبكي لآلاف عديدهم كثر

بني صغير أو خليل موافق ... يمزق ذا قفر ويغرق ذا بحر

وقال أيضا يخاطب نفسه من أبيات مشهورة:

قد كان إنَّ تأمره ممتثلا ... فردك الدهر منهيا ومأموراً

من بات بعدك في ملك يسر به ... فإنما بات بأحلام مغروراً

وقال الراضي بالله لأبنه يخاطبه:

لا يكرثنك خطب الحادث الجاري ... فما عليك بذاك الخطب من عار

ماذا على ضيغم أمضى عزيمته ... إنَّ خانه حد أنياب وأظفار؟

لئن أتوك فمن جبن ومن خور ... قد ينهض العير نحو الضيغم الضاري

وقال الوزير أبو محمد بن عبدون يرثي بيني المظفر مشهورة:

ما لليالي أقال الله عثرتنا ... من الليالي وخانتها يد الغير

تسر بالشيء لكن كي تغر به ... كالأيم ثار إلى الجاني من الزهر؟

كم دوله وليت بالنصر خدمتها ... لم تبق منها وسل ذكراك بالخبر!

هوت بدار وفلت غرب قاتله ... وكان عضبا على الأيام ذا أثر

واسترجعت من بني ساسن ما وهبت ... ولم تدع لبني يونان من أثر

وأتبعت أختها طسما وعاد على ... عادٍ وجرهم منها ناقص المرر

وما أقالت ذوي الهيئات من يمن ... ولا أجارت ذوي الغايات من مضر

ومزقت سبئا في كل قاصية ... فما التقى رائح منها بمبتكر

وأنفذ في كليب حكمها ورمت ... مهلهلا بين سمع الأرض والبصر

ولم ثرد على الضليل صحته ... ولا ثنت أسدا عن ربها حجر

ودوخت آل ذبيان وجيرتهم ... لخما وعضت بني بدر على النهر

وألحقت بعدي بالعراق على ... يد ابنه أحمر العينين والشعر

وبلغت يزد جرد الصين وأختزلت ... عنه سوى الفرس جمع الترك والخزر

<<  <  ج: ص:  >  >>