للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول لصاحبي والعيس تحذى ... بنابين المنيفة فالضمار

وبعده:

ألا يا حبذا نفحات نجد ... وريا روضه بعد القطار

وهلك إذ يحل الحي نجداً ... وأنت على زمانك غير زار

شهور ينقضين وما شعرنا ... بإنصاف لهن ولا سرار

وإنّما نسوق مثل هذا لأنه ما من موضع أو أمر إلاّ ولك إنَّ تعتبره لنفسك نجدا، وما من طيب بل وما من خير إلاّ ولك أنَّ تعتبره عراراً، وتعتبر اغتنامه شميما، فتضرب هذا في انتهاز الفرصة من الشيء قبل فواته. وكثير ما نورد مثل هذا أو أغمض منه في هذا الكتاب، والذكي السديد يفقهه، والغبي البليد ينجهه.

وقال أبو صخر الهذلي:

إلاّ أيّها الركب النخبون هل لكم ... بساكن أجزاع الحمى لعدنا خبر؟

وقبله:

لليلى بذات الجيش دار عرفتها ... وأخرى بذات البين آياتها سطر

كأنهما ملآن لم يتغيرا ... وقد مر للدارين من بعدنا عصر

وقفت برسميها فعي جوابها فقلت وعيني دمعها سرب همر:

ألا أيّها الركب. . " البيت "

فقالوا طوينا ذاك ليلا وإن يكن ... به بعض من تهوى فما شعر السفر

وفي النوادر لأبي على عن أبي العباس: قال عبد الله بن شبيب: حدثني أم المغوار الباهلية قالت: كنت بفناء بيتي في السحر، فمر بنا ركب، فتمثلت بهذا البيت: إلاّ أيّها الركب. . " البيت "، فأجابني غلام من صدر راحته:

فقالوا: طوينا ذلك ليلا وإن يكن ... به بعض من تهوى فما شعر السفر

خليلي هل يستخبر المرث والغضا ... وطلح الكدى من بطن مران السدر؟

وقال المعتمد بن عباد، وقد رأى قمرية تنوح بين يديها وكر فيه طائرتان يترنمن:

بكت أنَّ رأت إلفين ضمهما وكر ... مساء وقد أخنى على إلفها الدهر

<<  <  ج: ص:  >  >>