للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبن البرصاء المري:

تبين أعقاب الأمور إذا مضت ... وتقبل أشبها عليك صدورها

وقال الآخر:

رأيت أخا الدنيا وإنَّ كان خافضا ... على سفر يسري به وهو لا يدري

مقيمين في دار نروح ونغتدي ... بلا أهبة الثاوي المقيم ولا سفر

وقال الرقاشي:

إلاّ ليقل من شاء ما شاء إنّما ... يلام الفتى فيما استطاع من الأمر!

وقال الآخر، من الحماسيين:

فإنك واستبضاعك الشعر نحوها ... كمستبضع تمرا إلى أرض خيبرا

وتقدم إنشاده، على غير هذا الوجه، لغير هذا الحماسي.

غيره:

وجاءت للقتال بنو هليكٍ ... فسحي يا أسماء بغير قطر!

وهذا الشاعر استعظم مجيء هؤلاء للقتال، لصغر شأنهم وهوانهم وحقارتهم عنده، فقال: سحي يا أسماء بغير قطر، أي بدم لا يقطر، استهزاء بهم وسخرية.

غيره:

ومن عجب إنَّ الصوارم في الوغى ... تحيض بأيدي القوم وهي ذكور

وأعجب منه إنّها بأكفهم ... تسعر ناراً والأكف بحور!

وقال يزيد بن مفرع الحميري

سقى الله دارا لي وأرضا تركتها ... إلى جنب دار معقل بن يسار

أبو ملك جار لها وأبن برثن ... فيالك جاري ذلة وصغار!

وذكر أبو العباس المربرد في الكامل أن سليمان بن على سأل خالد بن صفوان عن ابنيه جعفر ومحمد فقال: كيف إحمادك جوارهما يا أبا صفوان؟ فقال خالد متمثلا بهذا البيت:

أبو ملك جار لها وأبن برثن ... فيالك جاري ذلة وصغار!

قال: فأعرض عنه سليمان. وكان هذا من احلم الناس وأكرمهم وهو في ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>