الوقت والي البصرة وعم الخليفة المنصور. قال: وكان خالد بن صفوان ممن إذا عرض له القول قال: وكان الحسن رحمه الله تعالى يقال: لسان العاقل من وراء قلبه فإن عرض له القول نظر فإن كان له أن يقول قال وإن كان عليه القول أمسك. ولسان الأحمق إمام قلبه فإذا عرض له القول فال عليه أو له.
وقال الآخر:
نزف البكاء دموع عينك فاستعر ... عيناً لغيرك دمعها مدرارُ
من ذا يعيرك عينه تبكي بها ... أرأيت عيناً للبكاء تعار؟
وقال حجية بن مضر يمدح يعفر بن زرعة أحد الملوك، ملوك ردمان:
شكرت لكم آلاءكم وبلاءكم ... وما ضاع معروف يكافئه شكرُ
وقبله:
إذا كنت سئَّالاً عن المجد والعلا ... وأين العطاء الجزل والنائل الغمرُ
فنقب عن الملوك وأهتف بيعفر ... وعش جار ظل لا يغالبه الدهرُ
أولئك قومٌ شيد الله فخرهم ... فما فوقه فخرٌ وإن عظم الفخرُ
أناس إذا ما الدهر أظلم وجهه ... فأيديهم بيض وأوجههم زهرُ
يصونون أحساباً ومجداً مؤثلاً ... ببذل أكف دونها المزن والبحرُ
سموا في المعاليرتبة فوق رتبةٍ ... أحلتهم حيث النعائم والنسرُ
أضاءت لهم أحسابهم فتضاءلت ... لنورهم الشمس المضيئة والبدرُ
فلو لامس الصخر الأصم أكفهم ... لفاضت ينابيع الندى ذلك الصخرُ
ولو كان في الأرض البسيطة منهم ... لمختبط عافٍ لمّا عرف الفقرُ
شكرت لكم. . " البيت " وقلت أنا معرضاً بقوم يغشون طغاما ليصيبوا منهم طعاما:
إنَّا أناس لست تبصرنا ... نتحين الطعام التي تزري
يعري الفتى ويجوع وهو يرى ... متجملاً بالصبر والبشرِ