للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإني لا يهر الضيف كلبي ... ولا جاري يبيت خبيث نفس

واصفر من قداح النبع فرع ... به علمان من عقب وضرس

دفعت إلى المفيض إذا تستقلوا ... على الركبات مطلع كل شمس

فلما مات صخر قالت الخنساء تعارض دريدا في كلمته:

يؤرقني التذكر حين أمسي ... ويردعني مع الأحزان نكسي

على صخر، وأي فتى كصخر ... ليوم كريه وطعان خلس

وعان طارق أو مستضيف ... يروع قلبه من كل جرس

ولم أر مثله رزءاً لجن ... ولم أر مثله رزءاً لإنس

أشد على صروف الدهر منه ... وأفضل في الخطوب لكل لبس

ألا يا صخر لا أنساك حتى ... أفارق مهجتي ويشق رمسي!

ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي

ولكن لا أزال أرى عجولا ... تساعدن نائحا في يوم نحس

تفجع والها تبكي أخاها ... صبيحة رزئه أو غب أمس

يذكرني طلوع الشمس صخراً ... وأبكيه لكل غروب شمس

وقال أبو علي، عن أبن دريد: طلوع الشمس للغارات وغروبها للضيفان.

وقال الآخر:

تقوس بعد مر العمر ظهري ... وداستني الليالي أي دوس

فأمشي والعصا تهوي أمامي ... كأنَّ مواءها وتر لقوسي

ونحوه الآخر:

قوس ظهري المشيب والكبر ... والدهر يا عمرو كله غير

كأنني والعصا تدب معي ... قوس لها وهي يدي وتر

غيره:

إذا تمنيت بت الليل مغتبطا ... إنَّ المنى رأس أموال المفاليس

غيره:

الله يعدل والآمال كاذبة ... وكل هذا المنى في القلب وسواس

<<  <  ج: ص:  >  >>