للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما من يرى انك في وعده ... كمن يرى انك في حبسه

العبد لا تفضل أخلاقه ... عن فرجه المنتن أو ضرسه

لا ينجز الميعاد في يومه ... ولا يعي ما قال في أمسه

وإنّما تحتال في جذبه ... كأنك الملاح في قلسه

فلا ترج الخير عند امرئٍ ... جالت يد النخاس في رأسه

وإنَّ عراك الشك في نفسه ... بحال فأنظر إلى جنسه!

وقال أبو العلاء المعري:

لا يوهمك أنَّ الشعر لي خلق ... وإنني بالقوافي دائم الأنس

فإنما كان إلمامي بساحتها ... في الدهر إلمام طير الماء بالعلس

العلس: حب معروف وطير الماء لا تأكل الحبوب، وإنّما تصطاد السمك الصغار. وأراد بذلك التبرئة من قول الشعر.

وقال أسقف نجران:

منع البقاء تقلب الشمس ... وطلوعها من حيث لا تمسي

وطلوعها حمراء صافيه ... وغروبها صفراء كالورس

تجري على كبد السماء كما ... يجري حمام الموت في النفس

لطيفة: حدث بعض الأدباء عن الأصمعي قال: حضرت مجلس الرشيد، وعند مسلم بن الوليد إذ دخل أبو نواس فقال له: ما أحدثت بعدنا؟ يا أبا نواس! فقال: يا أمير المؤمنين، ولو في الخمر؟ فقال: قاتلك الله، ولو في الخمر! فأنشده:

يا شقيق النفس من حكم ... نمت عن ليلى ولم أنم!

وفيها قوله:

فتمشت في مفاصلهم ... كتمشي البرء في السقم

حتى أتى على أخرها. فقال: أحسنت يا غلام، أعطه عشرة آلاف وعشر خلع! فأخذها وخرج. فلما خرجنا من عنده قال مسلم بن الوليد: ألم تريا أبا سعيد إلى الحسن بن هانئ كيف سرق من شعري وأخذ به مالا وخلعا؟ فقالت: وأي معنى سرق؟ قال: قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>