أعذر منك الفراش حالاً ... علمت ما يجهل الفراشُ
تطلبها لا تنام عينٌ ... عنها ولا يستقر جاشُ
من كل بالري من شرابٍ ... يشتد من شربه العطاشُ؟
دعها فطلابها رعاعٌ ... طاشت بألبابهم فطاشوا
وأظمأ لتروى وكن كقومٍ ... ماتوا بها عفةً فعاشوا!
لم يردوها فهم رواءٌ ... وواردوها هم العطاشُ
كأنَّ المنايا ظباءٌ ... وأنت من حيرةٍ خداشُ
إنَّ لأيامنا انبساطاً ... به لأعمارنا انكماشُ
كأنَّ آجالنا صقورٌ ... ونحن من تحتها خشاشُ
وقال الآخر:
ما لقوي عن ضعيفٍ غنى ... لا بد للسهم من الريش!
وقال أبو الطيب:
ونهب نفوس أهل النهب أولى ... بأهل المجد من نهب القماش
وقال الآخر:
وقد كنت مركبكم في الصدور ... فصرت بها ملحقاً في الحواش
وقال سابق البربري:
فلا تخبر بسرك كل سرٍّ ... إذا ما جاوز الاثنين جاشا!
والاثنتين هنا الشفتين.
ومثله عند عضهم قول الآخر:
إذا جاوز الاثنين سرٌ فانه ... ببثٍّ وإفشاء الحديث قمينُ
وقال القائم بأمر الله أحد ملوك بني العباس:
القلب من خمر التصابي منتشٍ ... هل لي غديرٌ من شرابٍ معطشِ؟
والنفس من برح الهوى مقتلةٌ ... ولكم قتيلٍ في الهوى لم ينعشِ!
جمعت عليَّ من الغرام عجائبٌ ... خلفن قلبي في إسارٍ موحشِ
خلٌ يصد وعاذلٌ متنصحٌ ... ومنازعٌ يغري ونمامٌ يشي