للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيره:

إذا الواشي بغى يوماً صديقاً ... فلا تدع الصديق لقول واشِ!

وقلت أنا:

ولائمةٍ هبت بليلٍ تلومني ... وثوب الدجى ما للصبح به نقشُ

وليس لديباجِ السماء الذي سما ... علينا سوى ترقيش أنعمه رقشُ

وقد جبت آفاقها فكأنها ... من السندس الخضر السرادق والعرشُ

كأنَّ النجوم الزهر في جنباتها ... وجوهٌ زهتهن الملاحة والبشُ

تلوم على أن لم تر الدهر مسعداً ... مناي وصرف الدهر ليس له حفشُ

وأشجى حشاها أن تبدى بعاتقي ... لأنيابه عضٌ وفي عضدي نهشُ

وأن تفضي من رزاياه طارفي ... وأن قد جرى منه على أعضمي محشُ

فباتت يناجيها الأسى ويجيشها ... إليَّ تناجيني ويغلبها الجهشُ

وتمحضني منها تخالُ نصيحةً ... ولم تدر أنَّ النصح آونةً غشُ

تقول: التجئ للمترفين فإنه ... إلى نارهم من نابه دهره يعشو

فقالت لها إذ كان زوراً مقالها ... مقالة شهمٍ ليس في قيله رفشُ

هو الدهر ما يبقى على متخشعٍ ... جزوعٍ ولا يرثي لشاكٍ إذا يشطو

وأحداثه تجري فمن ذي هوادةٍ ... أليفٍ وذي شحناء أخذته بطشُ

وما الدهر إلاّ واديان فمعشٌ ... أنيس لمرادٍ وذو جردٍ وحشُ

وداران دارٌ ذات نعمى هنيئةٍ ... وفرشٍ وأخرى لا نعيمٌ ولا فرشُ

ويومان يومٌ أنت فيه متوجٌ ... على العرش أو يومٌ به حسبك الفرشُ

وما المال إلاّ مزن صيفٍ وقلما ... يدوم ويجدي للصدى ذلك الطشُ

وليلة سارٍ بينما هو مقمرٌ ... بصحراء غاب البدر فاستوسق الغبشُ

وليس الفتى من ليس يبرح ضارعاً ... هلوعاً إذا يرمه من دهره خدشُ

كئيبٌ بئيسٌ إن عرته ملمةٌ ... وتغشاه إن أثرى الشراسة والفحشُ

<<  <  ج: ص:  >  >>