هل من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله: الدعوة إلى الله بالحكمة؟
الجواب
أشرنا بأن من النصيحة لله: أن تحبب الله إلى الخلق، ويصبح العبد يحب ربه أكثر مما يخافه.
والنصيحة لكتاب الله: أن تتعلم القرآن وتعلمه غيرك.
والنصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون موقفك من السنة كموقفك من كتاب الله.
أما كون الدعوة إلى الله نصحاً لله بأسلوب ما، فهذا محله:(ولأئمة المسلمين وعامتهم) ؛ ولكن فعلاً الدعوة إلى الله بما أمر الله: نصيحةٌ لله.
الله سبحانه وتعالى جعل للدعوة إليه قواعد وإطارات: · أولاً: يجب أن يكون الداعية قبل أن يتعرض للدعوة عالماً بما يأمر وبما ينهى.
· وأن يكون حكيماً في أسلوب أمره وفي أسلوب نهيه، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}[يوسف:١٠٨] والبصيرة: العلم، وكما يقول البخاري:(بابُ: العلم قبل العمل) ؛ لأن الله تعالى يقول:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}[محمد:١٩] .
· وبعد البصيرة ورؤية الأمور وتوقع نتائج الأمر والنهي: أنه لا يأتي بأشد من الموجود، {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ}[النحل:١٢٥] ، فتبصرت أولاً وعرفت، فجئت للتنفيذ العملي:{بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ}[النحل:١٢٥] لم يقل: (والموعظة) فقط، وإنما {الْحَسَنَةِ}[النحل:١٢٥] .
إذاً: يفهم من ذلك الموعظة قد تكون حسنة، وقد تكون غير حسنة.
وهذا الذي سيأتي التنبيه عليه إن شاء الله {بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}[النحل:١٢٥] ، وإن أدى الأمر إلى جدال أو نقاش: فـ {بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل:١٢٥] .