الاستغفار يجبّ ما قبله، والاستغفار هو سيد العبادات، وقد بيّن سبحانه وتعالى أن هذا النوع من عبادة الله ينفع في الدنيا والآخرة، فقال:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}[نوح:١٠-١٢] .
وبعض العلماء يقول: هناك صيغ وألفاظ واردة قد يكون بعضها أولى من بعض، ولكن حينما تستغفر فأنت تتوجه إلى الله وتطلب منه المغفرة، فاستغفر على وزن (استفعل) كما تقول: استقدم: أي طلب القدوم، واستقرض: أي طلب القرض، واستغفر: طلب المغفرة، تقول: اللهم! اغفر لي، دعاء بالمغفرة، وتقول: أستغفر الله: أي: أطلب من الله المغفرة.
وسيد الإستغفار:(اللهم! أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) ، فهذا سيد الاستغفار، فمن داوم عليه أصاب خيراً.
ويحث العلماء كل إنسان على أن يكثر من الاستغفار ولو بدون ذنب؛ لأنه رفع لدرجاته، يقول صلى الله عليه وسلم:(والله! إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) .
فهذا سيد الخلق الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كانوا يعدون عليه في المجلس الواحد يستغفر الله مائة مرة! وغيره كيف يكون حاله؟ فينبغي للعبد أن يكثر من الاستغفار سواءً كان من ذنب معين أو مطلقاً، والله تعالى أعلم.