للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حد إكرام الضيف]

يذكرون في كتب الفقه أن للضيف ثلاثة أيام، ولكن متى؟ حينما لا يكون للضيف مأوى، أما في المدن فإنه توجد فيها الفنادق، وشقق مفروشة، فليس من حق الغريب أن يطرق أي باب ويقول: أعطني حق الضيافة ثلاثة أيام!! نقول له: لا، أبواب الفنادق مفتحة عندك هناك، لكن إذا كان في البادية وفي القرى، وليس هناك مأوى له، فيجب على أهل القرية كلهم، أن يستضيفوه ثلاثة أيام.

إذاً: مكارم الأخلاق في الإسلام قد تصعد إلى درجة الواجب، ومما جاء في عهود أهل الصوامع، أنهم يُقْرون من يمر بهم في الطريق، وكانوا يفعلون ذلك، والكرم من أفضل خصال الخير، وكما يقول علماء الأدب: الكرم يغطي كل نقيصة.

ويقول علماء الأخلاق: الكرم والشجاعة صنوان، ولا تجد كريماً جباناً أبداً، ولا تجد شجاعاً بخيلاً أبداً؛ لأن الشجاع: يجود بالنفس إن ظن البخيل بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود فإذا كان يجود بنفسه فهل سيبخل بالمال أو بالحيوان؟ لا، ومن حق الضيف على مضيفه أن يقدم له طعامه وشرابه، وأن يدله على موضع وضوئه، وأن يحضر له الماء وكل ما يحتاجه، ومن حق المضيف على ضيفه ألا ينتقص طعامه، وألا يتكلم على نواقص وقعت عليه، وأن يستر ما يرى من أهل البيت، إلى غير ذلك مما يذكره العلماء في آداب الضيافة.