الحديث السابق كان فيه أبحاث عديدة، ولكن خشينا أن نبدأ بها فيضيع علينا الوقت على هذا الحديث، فمن أبحاث الحديث الأول: - آداب الدعاء.
- الزمن الذي يتحرى فيه الدعاء.
- المكان الذي يختار.
- نوع الدعاء.
وكل هذه يذكرها العلماء في مقدمات كتب الأذكار والأدعية، وهي مطروقة، وأوسع من ساق ذلك صاحب نزل الأبرار: السيد صديق خان.
ومن الذين يستجاب دعاؤهم؟ جاءت أحاديث عامة، وجاءت أحاديث خاصة، فمن الخصوص المريض والمسافر والصائم، والمسافر المراد به من سافر مطلق سفر إما سفر طاعة وإما سفراً مباحاً، وإذا كان سفر معصية فبعض العلماء يقول: ليس له حق أن يترخص برخص المسافر، فمن باب أولى أنه لا يستجاب له الدعاء، وليعلم أن المضطر مسافراً كان أو مقيماً مضمونة له إجابة الدعوة، وكذلك المظلوم براً كان أو فاجراً، حتى الكافر كما في الحديث القدسي:(إني لأنصر المظلوم، ولو كان كافراً، علم أن له رباً فدعاه) ، وقال الله:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}[النمل:٦٢] ولم يقل: باراً أو فاجراً؛ لأن المضطر عند الشدة يقلع عن اعتقاده وتعلقه بكل شيء إلا بالله سبحانه وحده، وحينئذٍ يكون مؤمناً مخلصاً في دعائه.
ومن أسباب إجابة الدعاء الإخلاص، فالإخلاص سر استجابة الدعاء، والمضطر أشد الناس إخلاصاً، هذا ما يتعلق بسؤال: من المسافر الذي تستجاب دعوته؟