هؤلاء الفقراء رءوا أن إخوانهم من المهاجرين والأنصار قد تساووا معهم في العبادات، فإذا نودي: حي على الصلاة حي على الفلاح كانوا معهم سواء، بل لعل الفقراء يسبقونهم إلى الصف الأول؛ لأنه ليس عندهم ما يشغلهم، والصوم كذلك، لكن العبادة -كما يقول الفقهاء- تنقسم إلى قسمين: عبادة بدنية، وعبادة مالية، وعبادة تجمع الأمرين وهي الحج؛ فالعبادة المالية مترتبة على وجود المال، فغبطوا أصحاب الأموال، وقالوا:(ذهب أهل الدثور) والدثور: جمع دثر، أي: أهل الأموال، ذهبوا بالأجر كله.
(قال: وكيف ذلك؟) قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل أموال يتصدقون بها) ، وإذا تصدقوا بفضل أموالهم حازوا على الدرجات العلى في الجنة، ونحن ما حصلنا معهم على شيء.