للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من أسئلة المشركين المذكورة في القرآن]

وقد دل اليهود المشركين على أسئلة التعنت والتعجيز لما جاء المشركون إلى اليهود فقالوا: أنتم أهل كتاب؟ فأعطونا شيئاً نسأل به هذا الرجل لنسكته، فقالوا: سلوه عن ثلاث: عن رجل في سالف الزمن خرج من المشرق إلى المغرب، ما شأنه؟ وعن فتية آمنوا بربهم وخرجوا، ما شأنهم؟ وعن الروح؟ فإن سكت عن الجميع فهو كاذب فشأنكم به، وإن أجابكم عن بعضها وسكت عن بعضها فهو صادق، فجاءوا وسألوه، وجاءت الإجابة بقدر

السؤال

{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} [الكهف:٩] ، وبيّن سبحانه قصتهم وقال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبي} [الإسراء:٨٥] ، وقال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} [الكهف:٨٣] ، وكان رجلاً في سالف الزمن، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يقرأ التاريخ، ولم يعاصره، ولم يبلغه عنه شيء، فقص الله قصته للتحدي وللإعجاز، وسؤالهم ليس عن رغبة في فائدة يتحصلون عليها من وراء هذا السؤال، فجاء الجواب دون كل الأسئلة: {قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف:٨٣] ، أي: سأقرأ وحياً ينزل عليّ، ويكون هذا الذكر باقياً إلى الأبد: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ} [الكهف:٨٤] إلى آخر السياق، وفيها طوافه من المشرق إلى المغرب، وما كان منه في الطرفين، وما فعل مع يأجوج ومأجوج، إلى آخر قصته وفيها ما لم يكن عند اليهود من خبره في ذلك.