للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وكان لا يأكل متكئا (١)، ولا على خوان، ولا في سكرّجة، ولا خبز له مرقّق» (٢).

أكل البطيخ بالرطب والقثّاء بالرطب، وقال: «يكسر حر هذا برد هذا، وبرد هذا حر هذا» (٣).


= يعيب الطعام (٢٠٦٤). وقال الحافظ: أي مباحا، أما الحرام، فكان يعيبه، ويذمه، وينهى عنه، قال الإمام النووي: من آداب الطعام المتأكدة أن لا يعاب، كقوله: مالح، حامض، قليل الملح، غليظ، رقيق، غير ناضج، ونحو ذلك.
(١) أخرجه البخاري في الأطعمة، باب الأكل متكئا (٥٣٩٨) من حديث أبي أحيحة رضي الله عنه بلفظ: «إني لا آكل متكئا». وذكر الحافظ عدة معان للاتكاء منها: أن يتمكن من الجلوس للأكل على أي صفة كان، ومنها: أن يميل على أحد شقيه، ومنها أن يعتمد على يده اليسرى. أما في صفة الجلوس المستحبة فقال: أن يكون جاثيا على ركبتيه وظهور قدميه، أو أن ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى.
(٢) أخرجه البخاري في الكتاب السابق، باب الخبز المرقق والأكل على الخوان والسفرة (٥٣٨٦) من حديث أنس رضي الله عنه قال: «ما علمت النبي صلى الله عليه وسلم أكل على سكرّجة قط، ولا خبز له مرقق قط، ولا أكل على خوان قط». والخبز المرقق: الرغيف الواسع الرقيق. والخوان بكسر الخاء، ويجوز ضمها: ما يوضع عليه الطعام عند الأكل. والسكرجة: بضم السين والكاف والراء الثقيلة بعدها جيم مفتوحة: صحاف صغار يؤكل بها. ونقل الحافظ عن شيخه في شرح الترمذي أن تركه صلى الله عليه وسلم الأكل في السكرجة: إما لكونها لم تكن تصنع عندهم إذ ذاك، أو استصغارا لها، لأن عادتهم الاجتماع على الأكل.
(٣) أما أكل القثاء بالرطب: فمتفق عليه من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء. أخرجه البخاري في الأطعمة، باب القثاء بالرطب (٥٤٤٠)، ومسلم في الأشربة، باب القثاء بالرطب (٢٠٤٣). وقال الإمام النووي في شرحه ١٣/ ٢٢٧: وقد جاء في غير مسلم زيادة قال: «يكسر حر هذا برد هذا». فيه جواز أكلهما معا، وأكل الطعامين معا، والتوسع-

<<  <   >  >>