للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وكان يحب الحلواء والعسل» (١).

وأحبّ الشراب إليه الحلو البارد (٢).


= في الأطعمة، ولا خلاف بين العلماء في جواز هذا، وما نقل عن بعض السلف من خلاف، فمحمول على كراهة اعتياد التوسع والترفه والإكثار منه لغير مصلحة دينية، والله أعلم. وأما أكل البطيخ بالرطب، وما ساق بعده من كلام: فأخرجه أبو داود في الأطعمة، باب الجمع بين لونين في الأكل (٣٨٣٦)، وأخرجه الترمذي مختصرا في الأطعمة، باب ما جاء في أكل البطيخ بالرطب (١٨٤٤) وقال: حسن غريب. وبالعبارة الأولى أخرجه أيضا النسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف ١٢/ ١٠١ وسنده صحيح كما في الفتح عند شرح الحديث (٥٤٤٩)، وقال ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي/٤٤٦/، والزاد ٤/ ٢٨٧: المراد به البطيخ الأخضر. وتعقبه الحافظ في الفتح، وقال: بل الأصفر، بدليل حديث أنس عند النسائي بسند صحيح، وفيه: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطب والخربز». والخربز: نوع من البطيخ الأصفر، وكان يكثر وجوده بأرض الحجاز، بخلاف الأخضر.
(١) بهذا اللفظ مختصرا: أخرجه الترمذي في الأطعمة، باب ما جاء في حب النبي صلى الله عليه وسلم الحلواء والعسل (١٨٣٢). وأخرجه البخاري أول حديث طويل في الطلاق، باب قول الله تعالى: لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ؟ (٥٢٦٨)، كما أخرجه مسلم في الطلاق، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق (١٤٧٤). والحلواء-بالمد والقصر-: لغتان، وهي كل حلو يؤكل، وقال الخطابي: اسم لحلوى لا يقع إلا على ما دخلته الصنعة، وقال النووي: وفيه جواز لذيذ الأطعمة والطيبات من الرزق، وأن ذلك لا ينافي الزهد والمراقبة.
(٢) أخرجه الإمام أحمد ٦/ ٣٨، والترمذي في الأشربة، باب ما جاء أي الشراب أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (١٨٩٦)، وفي الشمائل (٢٠٥)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ٢٤٥ - ٢٤٦، وصححه الحاكم ٤/ ١٣٧ ووافقه الذهبي. -

<<  <   >  >>