للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَلَمْ يَعْلَمْ وَكِيلُهُ) بالعفو، فاقْتَصَّ؛ (فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِمَا)، أمَّا الموكِّلُ؛ فلِأنَّه محسِنٌ بالعفو، وما على المحسنِين (١) مِنْ سبيلٍ، وأمَّا الوكيلُ؛ فلِأنَّه لا تفريطَ منه.

(وَإِنْ وَجَبَ لِرَقِيقٍ قَوَدٌ)، بقطعِ طَرَفِه، (أَوْ) وجَب له (تَعْزِيرُ قَذْفٍ؛ فَطَلَبُهُ) له، (وَإِسْقَاطُهُ لَهُ).

(فَإِنْ مَاتَ) الرَّقيقُ؛ (فَ) طلبُ ذلك وإسقاطُه (لِسَيِّدِهِ)؛ لقيامِه مقامَه.

(فصل)

فيما يُوجِب القصاصَ فيما دونَ النَّفسِ

(مَنْ أُخِذَ) أي: اقتُصَّ منه (بِغَيْرِهِ فِي النَّفْسِ) لوجودِ الشُّروطِ السَّابقةِ؛ (أُخِذَ بِهِ فِيمَا دُونَهَا) أي: دونَ النَّفسِ؛ لقولِه تَعالى: ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ … ﴾ الآيةَ.

فمَن لا يُقاد به في النَّفس؛ كالمسلم بالكافر، والحُرِّ بالعبد، والأبِ بولده؛ فلا يُقاد به فيما دونَها.

ثمَّ القصاصُ فيما دونَ النَّفْسِ نوعان:

أحدُهما: في الطَّرف، (فَتُؤْخَذُ العَيْنُ) بالعين، (وَالأَنْفُ) بالأنف، (وَالأُذُنُ) بالأذن، (وَالسِّنُّ) بالسِّنِّ، (وَالجَفْنُ) بالجفن، (وَالشَّفَةُ) بالشَّفة؛ العُليا بالعُليا، والسُّفلى بالسُّفلى، (وَاليَدُ) باليد، (وَالرِّجْلُ) بالرِّجل؛ اليُمنى في ذلك كلِّه باليُمنى، واليُسرى باليُسرى، (وَالإِصْبَعُ) بإصبعٍ (٢) تُماثِلها في موضعها،


(١) في (د) و (ك): المحسن.
(٢) في (د) و (ك) و (ع): بالأصبع.

<<  <  ج: ص:  >  >>