للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(بَابٌ)

بالتَّنوين، أي: هذا بابُ دخولِ مكَّةَ، وما يَتعلَّق به مِنْ طوافٍ وسعيٍ.

(يُسَنُّ دُخُولُ مَكَّةَ نَهَارًا)؛ للخبرِ (١)، ولا بأسَ به ليلًا.

(مِنْ أَعْلَاهَا) مِنْ ثَنِيَّةِ كَدَاءَ، بالفتح والمدِّ، مصروفًا وغيرَ مصروفٍ، وخروجٌ مِنْ أسفلِها، مِنْ ثَنيَّةِ كُدًى، بالضمِّ والتَّنوينِ.

(وَ) يُسنُّ دخولُ (المَسْجِدِ) الحرامِ (مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ (٢) لِما روَى مسلمٌ وغيرُه عن جابرٍ: «أنَّ النبيَّ دخَل مكَّةَ ارتفاعَ الضُّحى، وأَناخَ راحلتَه عندَ بابِ بَنِي شَيبةَ، ثمَّ دخَل» (٣).

ويُسنُّ أن يَقول عندَ دخولِه: «باسمِ اللهِ، وباللهِ، ومِن اللهِ، وإلى اللهِ، اللَّهمَّ افْتَحْ لي أبوابَ فَضلِكَ»، ذكَره في «أسبابِ الهدايةِ».

(وَإِذَا رَأَى البَيْتَ رَفَعَ يَدَيْهِ)؛ لفعلِه ، رَواه الشافعيُّ عن ابنِ جُريجٍ (٤).


(١) أخرجه البخاري (١٥٧٤)، ومسلم (١٢٥٩)، من حديث ابن عمر قال: «بات النبي بذي طوى حتى أصبح، ثم دخل مكة».
(٢) كتب على هامش (ب): وهو المسمَّى الآن بباب السلام.
(٣) لم نقف عليه عند مسلم، وأخرجه الطبراني في الأوسط (٤٩١)، بنحوه، قال البيهقي: (وإسناده غير محفوظ)، وقال: (وروينا عن ابن جريج، عن عطاء قال: «يدخل المحرم من حيث شاء». قال: «ودخل النبي من باب بني شيبة وخرج من باب بني مخزوم إلى الصفا»، وهذا مرسل جيد). ينظر: السنن الكبرى ٥/ ١١٦.
(٤) كتب على هامش (ب): وهو: أنَّ النبيَّ كان إذا رأى البيت رفع يديه، وإنكار جابر وهو ما رواه النسائي بسنده إلى جابر بن عبد الله، قال: سئل جابر بن عبد الله عن الرَّجل يرى البيت أيرفع يديه؟ فقال: «ما كنت أظنُّ أحدًا يفعل هذا إلّا اليهود، حججنا مع رسول الله فلم يكن يفعله»، وردَّ بمخالفة ابن عباس وابن عمر. ا هـ.
والأثر أخرجه الشافعي كما في مسنده (ص ١٢٥)، والبيهقي من طريقه في الكبرى (٩٢١٣)، قال البيهقي: (هذا منقطع، وله شاهد مرسل عن سفيان الثوري، عن أبي سعيد الشامي، عن مكحول قال: «كان النبي إذا دخل مكة فرأى البيت رفع يديه وكبر وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام، فحيِّنا ربنا بالسلام»)، وقال النووي: (وهو مرسل معضل)، والشاهد المرسل فيه أبو سعيد الشامي وهو محمد بن سعيد المصلوب وهو كذاب.
وأخرج الشافعي كما في مسنده (ص ١٢٥)، وابن خزيمة (٢٧٠٣)، والطبراني في الكبير (١٢٠٧٢)، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس بلفظ: «ترفع الأيدي في سبعة مواطن … » وفيه: «وعند استقبال البيت»، وفي سنده ابن أبي ليلى وهو ضعيف، وقال شعبة: (لم يسمع الحكم هذا من مقسم). ينظر: المجموع ٨/ ٨، التلخيص الحبير ٢/ ٥٢٦، الدارية ١/ ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>