للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فصل) في الآنية (١)

وهو خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ، أي: هذا فصلٌ، أو مبتدأٌ حُذف خبرُه، أي: ممَّا أذكرُه فصلٌ.

وهو في الأصل: الحجزُ بينَ شَيئَين، ومنه فصلُ الرَّبيعِ؛ لحجزِه بينَ الشِّتاءِ والصَّيفِ، وهو في كتبِ العلمِ كذلك؛ لحجزِه بينَ أجناسِ المسائلِ وأنواعِها.

وهو كالكتابِ والبابِ (٢) عُرفًا: اسمٌ لطائفةٍ مختصَّةٍ مِنْ العلمِ (٣).

(وَيُبَاحُ كُلُّ إِنَاءٍ) طاهرٍ، أي: يُباح اتِّخاذُه واستعمالُه، (وَلَوْ) كان الإناءُ الطاهرُ (ثَمِينًا) أي: غاليَ الثمنِ؛ كجوهرٍ وبِلَّورٍ وياقُوتٍ وزُمرُّدٍ، وغيرُ الثَّمينِ؛ كخشبٍ وزجاجٍ وجُلودٍ وصُفْرٍ وحديدٍ؛ لِما روَى عبدُ اللهِ بنُ زيدٍ قال: «أَتانَا رسولُ اللهِ ، فأَخرَجْنا له ماءً في تَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ فتَوضَّأ» رَواه البخاريُّ (٤)، والتَّورُ بالمُثنَّاةِ الفَوقيَّةِ كما في «المصباحِ» (٥): إناءٌ صغيرٌ يُشرَب به، فارسيٌّ معرَّبٌ،


(١) كتب على هامش (ب): قوله: (الآنية) وهي لغة وعرفًا: الأوعية، جمع إناء ووعاء، كسقاء وأسقية، وجمع الآنية أواني، والأوعية أواعي، وأصل أواني أآني؛ بهمزتين أبدلت ثانيتهما واوًا؛ كراهة اجتماعها، كأوادم جمع آدم. انتهى «شرح المنتهى».
وكتب على هامش (ع): هي الأوعية جمع إناء، لما ذكر الماء ذكر ظرفه.
(٢) كتب على هامش (ع): قوله: (وهو كالكتاب … ) إلخ، إلا أن مسمى الكتاب لطائفة زائدة على مسمى الباب، والباب لأزيد من الفصل، فالكتاب يشتمل على الباب، والباب على الفصل، والفصل على الفرع. والله تعالى أعلم. [العلامة السفاريني].
(٣) في (أ): من العلم مختصة، وقوله: (وهو كالكتاب والباب، عرفًا: اسم لطائفة من العلم) سقط من (س).
(٤) أخرجه البخاري (١٩٧).
(٥) ينظر: المصباح ١/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>