للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(كِتَابُ الوَقْفِ)

مصدرُ وقَف الشَّيءَ، بمعنى: حبَسه، وأَحبَسه، وحَبَّسه، وسَبَّله، وأَوقَفه (١) لغةٌ شاذَّةٌ.

وهو ممَّا اختصَّ به المسلمون، ومِن القُرَب المندوبِ إليها.

وهو شرعًا: تحبيسُ مالكٍ مطلقِ التصرُّفِ (٢) مالَه المنتفَعَ به مع بقاءِ عينِه، بقطعِ تصرُّفِه وغيرِه في رقبته (٣)، يُصرف رَيعُه إلى جهةِ بِرٍّ (٤)؛ تقرُّبًا إلى الله تَعالى (٥).

(يَصِحُّ) الوَقفُ (بِفِعْلٍ دَالٍّ عَلَيْهِ) عُرْفًا؛ (كَجَعْلِ أَرْضِهِ مَسْجِدًا)، بأنْ يَبني بُنيانًا على هيئةِ المسجدِ، (وَيَأْذَنَ لِلنَّاسِ فِي الصَّلَاةِ فِيهِ) إذنًا عامًّا (٦)، ولو بفتحِ


(١) كتب على هامش (س): مبتدأ، وما بعده خبر. انتهى تقرير المؤلف.
(٢) كتب على هامش (ب): وهو الحرُّ، المكلَّف، الرشيد. ا هـ.
(٣) كتب على هامش (س): قوله: (بقطع) متعلق ب «تحبيس»، أي: بسبب قطع تصرفه، و «غيره»، أي: غير المحبَّس، «في رقبته» متعلق ب «تصرف». انتهى تقريره.
وكتب على هامش (ب): قوله: (بقطع تصرُّفه) متعلِّق ب «تحبيس» على أنَّه مبنيٌّ له، أي: إمساك المال على أسباب التملكات بقطع تصرُّف مالكه وغيره. م ص
(٤) قوله: (بر) سقط من (د).
(٥) كتب على هامش (ب): أي: غلَّة المال وثمرته، ونحوها بسبب تحبيسه، وقوله: (إلى جهة برٍّ) يعينها واقفه، وقوله: (تقرُّبًا … ) إلخ، بأن ينوي القربة، وهذا الحدُّ لصاحب «المطلع»، وتبعه «المنقِّح» عليه وتبعهما المصنِّف، فليستظهر في شرحه أنَّ قوله: (تقرُّبًا … ) إلخ، إنَّما هو في وقف يترتَّب عليها الثواب؛ لأنَّ الإنسان قد يقف على غيره تودُّدًا، أي: محبَّة، أو على ولده خشية بيعه بعد موته، وإتلاف ثمنه خشية أن يحجر عليه ويباع في دينه أو ربًا ونحوه، وهو وقف لازم لا ثواب فيه؛ لأنَّه لم يبتغِ به وجه الله تعالى. م ص. ا هـ.
(٦) كتب على هامش (س): قوله: (عامًّا) خرج به الخاصُّ، كأن يأذن لجماعة مخصوصة بالصلاة فيه. انتهى، قرر معناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>