للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فصل)

في أدبِ القاضي (١)

(يَنْبَغِي) أي: يُسنُّ (أَنْ يَكُونَ القَاضِي قَوِيًّا بِلَا عُنْفٍ)؛ لئلَّا يَطمعَ فيه الظَّالمُ، والعنفُ: ضدُّ الرِّفقِ.

(لَيِّنًا بِلَا ضَعْفٍ)؛ لئلَّا يَهابَه صاحبُ الحقِّ.

(حَلِيمًا (٢))؛ لئلَّا يَغضبَ مِنْ كلامِ الخصمِ.

(فَطِنًا)؛ لئلَّا يَخدعَه بعضُ الأخصامِ.

وأن يَكون ذا أناةٍ (٣).

(عَارِفًا بِأَحْكَامِ الحُكَّامِ قَبْلَهُ)؛ ليَعتبر بهم في بعضِ (٤) المهمَّاتِ.

(وَلْيَكُنْ مَجْلِسُهُ (٥) وَسَطَ البَلَدِ) إن أَمكَن؛ ليَستويَ أهلُ البلدِ في المُضِيِّ إليه، ولْيَكُن مجلسُه (فَسِيحًا) واسعًا، لا يُتأذَّى فيه بشيءٍ.

(وَلَهُ القَضَاءُ فِي المَسْجِدِ) بلا كراهةٍ، (وَيَصُونُهُ عَمَّا لَا يَلِيقُ فِيهِ)، مِنْ نحوِ


(١) كتب على هامش (ح): قال أحمد: لا ينبغي للرجل أن ينصب نفسه للفتيا، حتى يكون فيه خمس خصال: أولها: أن يكون له نية، فإن لم تكن له نية؛ لم يكن عليه نور ولا على كلامه. الثانية: أن يكون له علم ووقار وسكينة. الثالثة: أن يكون قويًّا على ما هو فيه وعلى معرفته. الرابعة: الكفاية وإلا أبغضه الناس، فإنه إذا لم تكن له كفاية احتاج إلى الناس وإلى الأخذ مما في أيديهم. الخامسة: معرفة الناس. اه.
(٢) في (ب): حكيمًا.
(٣) كتب على هامش (ب): أي: تأنٍّ من غير عجلة. ا هـ.
وكتب على هامش (أ): بالقصر، بوزن حصاة.
(٤) قوله: (بعض) سقط من (د).
(٥) في (د): محله.

<<  <  ج: ص:  >  >>