للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(كِتَابُ الصِّيَامِ (١))

هو لغةً: مجرَّدُ الإمساكِ، يُقال للسَّاكت: صائمٌ؛ لإمساكِه عن الكلام، ومنه: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ (٢).

وشرعًا: إمساكٌ بنيَّةٍ عن أشياءَ مخصوصةٍ، في زمنٍ معيَّنٍ، مِنْ شخصٍ مخصوصٍ (٣).

وفُرِض صومُ رمضانَ في السَّنة الثانيةِ مِنْ الهجرة، قال ابنُ حَجرٍ: (في شعبانَ) انتهى (٤)، فَصامَ رسولُ اللهِ تسعَ رمضاناتٍ إجماعًا (٥).


(١) كتب على هامش (ب): فائدة: أركانه ثلاثة: صائم، ونيَّة، وإمساك عن المفطرات، قاله في «الإمداد»، وفي عد الصَّائم ركنًا نظر؛ إذ لا يعد المصلِّي ركنًا من أركان الصَّلاة، تأمَّل. نجدي.
(٢) كتب على هامش (ع): تمام الدليل تفسير الصوم بقوله: ﴿فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا﴾.
(٣) كتب على هامش (د): قوله: (في زمن معين) هو من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، وقوله: (من شخص مخصوص)، وهو المسلم العاقل، غير النفساء والحائض.
(٤) ينظر: الفتح المبين بشرح الأربعين، لابن حجر الهيتمي (ص ١٩٣).
وابن حجر: هو أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي، شهاب الدين، أبو العباس، من مصنفاته: الصواعق المحرقة على أهل البدع والضلال والزندقة، تحفة المحتاج لشرح المنهاج، مات سنة ٩٧٤ هـ. ينظر: النور السافر ١/ ٢٥٨.
(٥) حكاه ابن مفلح في الفروع (٤/ ٤٠٥).
وكتب على هامش (د): قال ابن مسعود: «صمنا مع رسول الله تسعة وعشرين أكثر مما صمنا معه ثلاثين» رواه أبو داود والترمذي، وقال بعض الحفاظ: إن النبي صام تسع رمضانات منها رمضانان ثلاثون ثلاثون، وسبعة تسع وعشرون تسع وعشرون، قاله الدميري في شرحه على المنهاج. وقال ابن حجر في شرحه أيضًا: وفرض ثاني سني الهجرة، وينقص ويكمل وثوابهما واحد كما لا يخفى، ومحله كما هو ظاهر في الفضل المرتب على رمضان من غير نظر إلى أيامه، أما ما يترتب على يوم الثلاثين من ثواب واجبة ومندوبه عند سحوره وفطره فهو زيادة يفوق بها الناقص، وكان حكمته أنه لم يكمل له رمضان إلا سنة واحدة والبقية ناقصة: زيادة تطمين نفوسهم على مساواة الناقص للكامل فيما قدمناه، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>