طريقة المتأخرين، فأبدع فيه وحقَّق، واجتهد في توضيحه ودقَّق، فلم يترك مسألة إلا بيَّنها، ولا كلمة مشكلةً إلا حرَّرها، وكساه بجملة من الأدلة الشرعية، وزيَّنه ببعض الحُلَل اللغوية، حتى صار مَقصِدًا للمتعلمين، وقِبلةً للطالبين، وهدايةً للراغبين، وتوالت عليه عناية العلماء بالشرح والتدريس، وسُطِّرت حواشي نُسخه الخطيَّة بجملة من التعليقات، وطُرِّزت بأنواع من الفوائد والتقريرات.
ولما كان الكتاب في ظنِّنا بحاجةٍ إلى تحقيقٍ علميٍّ وفق المتعارَفِ عليه في تحقيقِ التراث، وإلى إبرازِ الحواشي المفيدة التي عليه؛ عَزَمْنا مستعينين بالله تعالى على تَحقيقِه وخِدمتِه قَدْر الإمكان.
وقد وَقَفْنا بتوفيق الله تعالى على إحدى عشرة نسخةً خطيةً، غالبها مطرَّز بالحواشي، وانتقينا منها ست نُسخ، منها ما كُتب في حياة المؤلف ﵀، ومنها ما قوبل على نسخته، فلله الحمد أولًا وآخرًا.
وقد تَمثَّلت خدمتُنا لهذا الكتابِ المباركِ في أمور:
التمييزُ بين الإبرازة الأولى للكتاب والإبرازة الثانية، ومقابلةُ النسخ المعتمدة، وإثباتُ الفروق بينها في هامش الكتاب.