للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَيَبْتَدِئُ) طائفٌ (مِنَ الحَجَرِ الأَسْوَدِ)؛ لفعلِه (١)، (فَيُحَاذِيهِ) أي: الحجرَ كلَّه أو بعضَه، طائفٌ (بِكُلِّ بَدَنِهِ)، ويَستقبله بوَجهه، (وَيَسْتَلِمُهُ) أي: يَمسح الحجرَ بيَدِه اليُمنى، وفي الحديثِ: «إنَّه نزَل مِنْ الجنَّةِ أَشدَّ بياضًا مِنْ اللَّبنِ، فسوَّدَته خَطايَا بَنِي آدمَ» رَواه التِّرمذيُّ، وصحَّحه (٢).

(وَيُقَبِّلُهُ) بلا صوتٍ (٣) يَظهر للقُبلةِ؛ لحديثِ عمرَ: أنَّ النبيَّ استَقبَل الحجرَ، ووضَع شفَتَيه عليه يَبكي (٤) طويلًا، ثمَّ الْتَفتَ فإذا هو بعُمرَ يَبكي، فقال: «يا عمرُ، ههُنا تُسكَبُ العَبَراتُ» رَواه ابنُ ماجَه (٥).

ويَسجد عليه (٦)، فعَله ابنُ عمرَ وابنُ عبَّاسٍ (٧).


(١) أخرجه مسلم (١٢١٨)، من حديث جابر .
(٢) أخرجه أحمد (٢٧٩٥)، والترمذي (٨٧٧)، وابن خزيمة (٢٧٣٣)، عن ابن عباس ، صححه الترمذي، وابن خزيمة، والإشبيلي، والنووي، والألباني. ينظر: بيان الوهم ٤/ ٢٨٠، تهذيب الأسماء ٣/ ٨١، الفتح ٣/ ٤٦٢، الصحيحة ٦/ ٢٣٠.
(٣) في (س): صورة.
(٤) في (د): وبكى.
(٥) أخرجه ابن ماجه (٢٩٤٥)، والبزار (٥٩٢٨)، وابن خزيمة (٢٧١٢)، والحاكم (١٦٧٠)، وصححاه، وفي سنده: محمد بن عون الخراساني وهو متروك، وقال ابن طاهر المقدسي: (وبعض هذا الحديث صحيح، قوله: «استقبل الحجر فاستلمه»، وما بعده من ذكر عمر هو مما انفرد به هذا الخراساني). ينظر: تذكرة الحفاظ (ص ٥٦).
(٦) زيد في (ك): ومعنى سجوده: يمرغ خده عليه.
(٧) تبع المؤلف ما في الفروع من نقله عن ابن عمر ، ولعل صوابه: عمر، قال الألباني في الإرواء ٤/ ٣٠٩: (لم أقف على رواية فيها سجود ابن عمر على الحجر، وإنما ذلك عن أبيه).
وأثر عمر : أخرجه عبد الرزاق (٨٩١٣)، وابن أبي شيبة (١٤٧٥٢)، عن حنظلة قال: سمعت طاوسًا يقول: «قبَّل عمر الركن، يعني الحجر، ثم سجد عليه»، فقال حنظلة: «ورأيت طاوسًا يفعل ذلك»، وفيه ضعف، طاوس لم يدرك عمر ، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطحاوي في أحكام القرآن (١٣٥٠)، من وجه آخر فيه ضعف.
أثر ابن عباس : أخرجه عبد الرزاق (٨٩١٢)، والشافعي في الأم (٢/ ١٨٦)، وابن أبي شيبة (١٤٧٤٩)، والبيهقي في الكبرى (٩٢٢٤)، عن أبي جعفر محمد بن عباد بن جعفر، قال: «رأيت ابن عباس جاء يوم التروية وعليه حُلَّة مُرجِّلًا رأسه، فقبَّل الركنَ الأسود وسجد عليه، ثم قبَّله وسجد عليه ثلاثًا»، وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>