للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مفرِدًا، ويؤيده توقفهم على التحلل بالعمرة ما لم يتحلل، حتى أغضبوه واعتذر إليهم بسبب سوق الهدي، ومثله تعليق علي وأبي موسى إحرامهما على إحرام النبي - صلى الله عليه وسلم - (١).

وقولُه: "وَلَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ هَدْيٌ غَيْرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وَطَلْحَة"؛ هذا الكلام كالمقدمة لما أمروا به من فسخ الحج إلى العمرة إذا لم يكن هدي، وتقدم ذكر الهدي.

وأما طلحة: فهو أحد العشرة -رضي الله عنهم- المشهود لهم بالجنة، وكنيته أبو محمد، ولقَّبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطلحة الخير يومَ أحد، وطلحة الفياض، وطلحة الجود يوم حنين، وهو ابن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، يلتقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأب السابع، أمه: الصعبة بنة الحضرمي -واسمه: عبد الله- أختُ العلاء بن الحضرمي، أسلمت - رضي الله عنها -، وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين كعب بن مالك - رضي الله عنهما -.

لم يشهد بَدْرًا، لكن ضرب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهمه منها، وشهد أُحُدًا وما بعدها من المشاهد، وهو من المهاجرين الأولين، وهو أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، والخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر - رضي الله عنه -، والستة أصحاب الشورى، الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حقه قبل أن يقتل: "طلحةُ ممن قضى نحبه وما بدلوا تبديلًا" (٢).

رُوي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانية وثلاثون حديثًا، اتَّفق البخاري ومسلم على


(١) انظر: "شرح مسلم" للنووي (٨/ ١٧٢).
(٢) رواه الترمذي (٣٧٤٠)، كتاب: المناقب، باب: مناقب طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -، وقال: غريب، وابن ماجه (١٢٦)، في المقدمة، باب: فضل طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -، والطبراني في (المعجم الكبير) (١٩/ ٣٢٤)، عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>