للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسلم قديمًا، وهاجر إلى المدينة قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان سابع سبعة في إسلامه، أسلم بعد ستة، ورُوي عنه أنه قال: أسلمت وأنا ابن تسعَ عشرة سنة، وروي عنه أنه قال: أسلمت قبل أن تفرض الصلوات، وشهد بدرًا والمشاهد كلَّها مع رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -، وهو أحد الستة الذين جعل عمر - رضي الله عنه - الشورى بينهم، وأخبر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو عنهم راضٍ، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وكان مجاب الدعوة، مشهورًا بذلك، تُخاف دعوته وتُرجى؛ لاشتهار إجابتها عندهم؛ وذلك لأنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللَّهُمَّ سَدِّدْ سَهْمَهُ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ" (١).

وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله تعالى، وذلك في سرية عبيدة بن الحارث، ويروى أنه قال في معنى ذلك:

أَلا هَلْ جاءَ رسولَ اللهِ أَنِّي ... حَمَيْتُ صَحابَتي بِصُدُورِ نَبْلي

أَذودُ بها عَدُوهُمُ ذِيادًا ... بِكُلِّ حُزُونَةٍ وبِكُلِّ سَهْلِ

فَما يعتدُّ رامٍ من مَعَدٍّ ... بِسَهْمٍ مع رسولِ اللهِ قبلي (٢)

وجمع رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - له وللزبير أبويه، فقال لكل واحد منهما: "ارمِ فداكَ أبي وأمي"، ولم يفعل ذلك لغيرهما، فيما يقولون.

وروي أنه أقبل على عهد رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -، فقال له: "أنت خالي" (٣)، وكان يقال له: فارس الإسلام، وكان أحدَ الفرسان الشجعان في قريش الذين يحرسون رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - في مغازيه، وهو الذي كَوَّفَ الكوفةَ، ونفى الأعاجم، وتولَّى قتالَ


(١) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٠/ ٣٨٨)، عن أبي بكر الصِّديق - رضي الله عنه -.
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ١٤٢)، والحاكم في "المستدرك" (٦١١٢)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٠/ ٣١٨).
(٣) رواه التِّرمذيُّ (٣٧٥٢)، كتاب: المناقب، باب: مناقب سعد بن أبي وقاص، وقال: حسن غريب، وأبو يعلى في "مسنده" (٢٠٤٩)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢١١)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٣٢٣)، والحاكم في "المستدرك" (٦١١٣)، وغيرهم، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>