للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند بعضهم، وقيل: هو حليف لهم، وقيل: مولى ابن أبي رهم بن عبد العزى العامري، وقيل: هو من اليمن، حليف لبني عامر بن لؤي، وقيل: كان من عجم الفرس، وكان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثَّانية، وذكر البُخاريّ: أنه هاجر، وشهد بدرًا، ثم انصرف إلى مكّة ومات بها، وممن عده في البدريين: ابنُ عقبة، وقد ثبت في "الصحيحين" عن سبيعة: أنها كانت تحت سعد بن خولة، وهي في بني عامر بن لؤي، وكان ممن شهد بدرًا، فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل، ذكره المصنف في باب العدة، وقيل: لم تهاجر من مكّة حتَّى مات، وقال ابن هشام: إنه هاجر إلى الحبشة الهجرة الثَّانية، وشهد بدرًا وغيرها، توفي بمكة سنة عشر، وقيل: توفى بها سنة سبع في الهدنة، خرج مختارًا من المدينة إلى أرض مكّة، فعلى هذا سبب بؤسه موته بمكة، على أي حال كان، وإن لم يكن باختياره؛ لما فاته من الأجر والثواب الكامل بالموت في دار هجرته، والغربة عن وطنه، الذي هجره لله تعالى (١).

قال القاضي عياض - رحمه الله -: وقد روي في هذا الحديث: أن النَّبيَّ - صَلَّى الله عليه وسلم - خلف مع سعد بن أبي وقاص رجلًا، وقال له: "إن تُوفي بمكة، فلا تدفنْه بها" (٢)، وذكر مسلم في رواية في "صحيحه": أنه كان يكره أن يموت في الأرض التي هاجر منها (٣)، وفي رواية أخرى لمسلم: قال سعد بن أبي وقاص: خَشيتُ أن أموت بالأرض التي هاجرت منها (٤)، كما مات سعدُ بن خولة، وسعدٌ هذا، هو زوج سبيعة الأسلمية، والله أعلم (٥).


(١) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ٤٠٨)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ١٥١)، و "الاستيعاب" لابن عبد البر (٢/ ٥٨٦)، و "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٥٧٥)، و "الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٣/ ٥٣).
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ١٤٦)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٨/ ٣٩٢)، عن عبد الرحمن بن الأعرج.
(٣) رواه مسلم (١٦٢٨)، (٣/ ١٢٥٢)، كتاب: الوصيَّة، باب: الوصيَّة بالثلث.
(٤) رواه مسلم (١٦٢٨)، (٣/ ١٢٥٣)، كتاب: الوصيَّة، باب: الوصيَّة بالثلث.
(٥) انظر: "شرح مسلم" للنووي (١١/ ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>