للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يدخله نقص، ولا نقص لما ابتدئ به؛ لقوله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ أمضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، ولا تَرُدَّهُم عَلَى أَعْقَابِهِمْ".

ومنها: تعظيمُ أمرِ الهجرة، وتفخيمها؛ فإن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولا تردَّهُم على أَعْقَابِهم" يدلُّ على ذلك.

ومنها: فضيلة طول العمر؛ للازدياد من العمل الصالح، ولا شكَّ أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَنْ يزيدَ المؤمنَ عمرُه إلَّا خيرًا، إن كانَ مُحْسِنًا، فيزدادُ خيرًا، وإن كانَ مُسيئًا، فَيُسْتَعْتَبُ" (١)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يتمنين أحدُكم الموتَ لضُرٍّ نزلَ بهِ، فإن كانَ لا بدّ فاعلًا، فَلْيقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِني ما كانتِ الحياةُ خيرًا لي، وتوفني إذا كانتِ الوفاةُ خَيرًا لي" (٢).

وقد سأل جماعة من السلف -رحمهم الله تعالى- النقلة إلى الله تعالى، واختار جماعة منهم الحياةَ وطولها، وجماعة منهم لم يكن لهم اختيار مع الله -عزَّ وجلَّ-، والأمر فيما نقل عنهم منزل على خوفهم على دينهم ورجائِهم فضلَ الله في طول العمر بكثرة الطاعة، والتفويض إليه -سبحانه وتعالى- من غير اختيار.

ومنها: الحث على إرادة وجه الله تعالى بالأعمال.


(١) قلت: قد لفق المؤلف - رحمه الله - بين حديثين، فجعلهما حديثًا واحدًا، وإن كان مخرجهما واحدًا؛ فالشطر الأول منه، وهو قوله: "لن يزيد المؤمن عمره إلَّا خيرًا" رواه مسلم (٢٦٨٢)، كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: تمني الموت لضر نزل به، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بلفظ: "لا يتمنى أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنّه لا يزيد المؤمن عمره إلَّا خيرًا".
والشطر الثَّاني منه: رواه البُخاريّ (٥٣٤٩)، كتاب: المرضى، باب: نهي تمني المريض الموت، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بلفظ: "لن يدخل أحدًا عملُه الجنة"، قالوا: ولا أنت يا رسول الله! قال: "ولا أنا إلَّا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة، فسددوا وقاربوا، ولا يتمنين أحدكم الموت؛ إما محسنًا فلعله أن يزداد خيرًا، وإما مسيئًا فلعله أن يستعتب".
(٢) رواه البُخاريّ (٥٣٤٧)، كتاب: المرضى، باب: نهي تمني المريض الموت، ومسلم (٢٧٨٠)، كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستنفار، باب: كراهة تمني الموت لضر نزل به، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>