وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر، ولا يضرُّ ولا ينفع، ولا يدري من عَبدَه ممَّن لم يعبده"، قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، فسُرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسلامه، في قصة جرت له مع أبيه، وتغيب عنه، والله أعلم.
قتل خالد بأجنادين، قبل وفاة أبي بكر - رضي الله عنه - بأربع وعشرين ليلة، سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وقيل: قتل بمرج الصفر، في خلافة عمر، سنة أربع عشرة شهيدًا (١).
وأَجنادين: بفتح الهمزة, وقيل: بكسرها، والله أعلم.
قولُها: "فَطَلَّقَنِي فبَتَّ طَلاَقِي"؛ معناه طلقني ثلاثًا، ويحتمل من حيث اللفظ أن يكون قولها: فبت طلاقي: أن يكون بانقطاع آخر طلقة، ويحتمل أن يكون بإرسال الطلقات الثلاث، ويحتمل أن يكون بإحدى الكنايات التي تحمل على البينونة عند جماعة من الفقهاء، وليس في اللفظ عموم، ولا إشعار بأخذ هذه المعاني، وإنما يؤخذ ذلك من أحاديث أخر تبين المراد.
ومن احتجَّ بهذا الحديث على شيء من هذه الاحتمالات، لم يصب؛ لأنه إنما دل على مطلق البتِّ، والدليل على المطلق لا يدل على أحد قيديه بعينه، لكن سياق الحديث يدلُّ على أنه طلقها ثلاثًا؛ بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أَتُحِبِّينَ أَنْ تَرْجِعي إِلَى رِفَاعَةَ؟! لَا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ، وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ" الحديث.
وقولُها: "إِنَّما مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ"؛ الهُدْبة -بضم الهاء، وإسكان الدال-، وهو طرفه الذي لم ينسج، شبهوا الهدبة بهدب العين، وهو شعر جفنها.
(١) وانظر ترجمته فيِ: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٤/ ٩٤)، و "التاريخ الكبير" للبخاري (٣/ ١٥٢)، و "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (١/ ٣٨٧)، و "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٣/ ٣٣٤)، و "الثقات" لابن حبان (٣/ ١٠٣)، و "المستدرك" للحاكم (٣/ ٢٧٧)، و "الاستيعاب" لابن عبد البر (٢/ ٤٢٠)، و "تاريخ دمشق" لابن عساكر (١٦/ ٦٧)، و "أسد الغابة" لابن الأثير (٢/ ١٢٤)، و "سير أعلام النبلاء" للذهبي (١/ ٢٥٩)، و "الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٢/ ٢٣٦).