وفي حماد أنشد ابن المبارك -رحمة الله تعالى عليه-:
أَيُّها الطالبُ علمًا ... ائتِ حَمَّادَ بْنَ زَيدِ
فَخذِ العلمَ بحلمٍ ... ثُمَّ قَيِّدْهُ بِقَيْد
وَدَعِ البدعَةَ من ... أَشْعار عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ
وقال عبيد الله بن الحسن: إنما هما الحمَّادان، فإذا طلبتم العلم، فاطلبوه من الحمَّادَيْن.
فقال ابن معين: ليس أحد أثبت من حماد بن زيد.
وقال أبو زرعة: هو أثبت من حماد بن سلمة بكثير، وأصح حديثًا وأتقن.
وقال يزيد بن زريع: هو أثبت من ابن سلمة، وكان ابن سلمة رجلًا صالحا.
وقال يحيى بن يحيى: ما رأيت أحدًا من الشيوخ أحفظَ من حماد بن زيد.
وقال ابن سعد: كان ثقة، ثبتا، حجة، كثير الحديث.
ولد حماد بن زيد سنة ثمان وتسعين، وتوفي في رمضان سنة تسع وتسعين ومئة، ابن إحدى وثمانين سنة، وصلى عليه إسحاق بن سليمان بن علي الهاشمي، وهو يومئذ والٍ على البصرة.
روى له البخاري، ومسلم، وأصحاب السنن والمساند (١).
وأما سعيد بن عبيد؛ فكنيته: أبو الهذيل، طائيٌّ كوفيٌّ. روى عن بشير بن يسار، وعلي بن ربيعة الوالبي. وروى عنه: الثوري، وابن المبارك، ووكيع، ويحيى بن سعيد، وغيرهم.
وقال ابن حنبل وابن معين: ثقة.
(١) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٧/ ٢٨٦)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٣/ ٢٥)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (١/ ١٧٦)، و"الثقات" لابن حبان (٦/ ٢١٧)، و"صفة الصفوة" لابن الجوزي (٣/ ٣٦٤)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (١/ ١٧٠)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٧/ ٢٣٩)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٧/ ٤٥٦)، و "تذكرة الحفاظ" له أيضًا (١/ ٢٢٨)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (٣/ ٩).