للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوليد، فقتلَ سبعةً من كبارهم، وهو الَّذي قتلَ محكم اليمامة ابن طفيل؛ رماه بسهمٍ في نَحْرِه، فقتله.

رُوِيَ له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانيةُ أحاديثَ، اتفقا على ثلاثة، روى عنه جماعةٌ من التابعين، وروى له جماعةٌ من أصحاب السُّنَن، والمساند.

مات بـ "الحبشي"؛ وهو: جبل بينه وبين مكة ستة أميال، وقيل: نحو عشرة أميال، ثُمَّ حُمل على رقاب الرجال إلى مكة، وقال أبو حاتم بن حبان: مات بالحبشة، وهو غلط.

وكانت وفاته سنةَ: ثلاثٍ وخمسين، وهو الأكثر، وقيل: خمسٍ وخمسين، وقال أبو حاتم: سنة ثمان وخمسين، قبلَ عائشة، قال أبو عمر بن عبد البر: يقال: إنَّه توفي في نومة نامها، فلما اتصل موته بأخته عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنهما - ظعنت من المدينة حاجَّة، حتى وقفت على قبره، وكانت شقيقته، فبكت عليه وتمثَّلَت:

وكُنَّا كَنُدْمَاني جذيمةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ يتَصَدَّعَا

فَلَمَّا تَفَرَّقْنا كأَنِّي ومَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِماعٍ لَمْ نبَتْ لَيْلَةً مَعَا

أما واللهِ لو حضرتُك لدفنتُكَ حيثُ مِتَّ مكانَك، ولو حضرتُك ما بكيتُك، والله أعلم (١).

وأمَّا ألفاظه:

فقولها: "إِنَّهُ كَانَ يَسْتَنُّ بِسِوَاكٍ"؛ أي: بعودٍ من أَرَاكٍ.

والاسْتِنَان: استعمالُ السواك، وهو افتعالٌ من الأسنان؛ أي: يمره عليها.

وكان مسواكُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تارةً من أَراك، وتارة من جَريد النخل.


(١) وانظر ترجمته في: "التاريخ الكبير" للبخاري (٥/ ٢٤٢)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٢/ ٨٢٤)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٣/ ٤٦٢)، و"تهذيب الكمال" للمزي (١١/ ٣١١)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٢/ ٤٧١)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٤/ ٣٢٥)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (٦/ ١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>