للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رُوي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مئةُ حديثٍ، وثمانون حديثًا؛ اتفقا على ثمانية، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بتسعة.

روى عنه: جماعة من التابعين، وروى له: أصحاب السنن والمساند.

ونزل البصرة، وكان قاضيًا بها؛ استقضاه عبد الله بنُ عامرٍ، فأقامَ أيامًا، ثم استعفاه فأعفاه.

وكان الحسن البصري يحلِفُ بالله ما قَدِمَهَا -يعني: البصرة- رَاكبٌ، أنفعُ لهم؛ من عمران بن حصين.

ومات بها سنة اثنتين وخمسين (١).

واعلم أنَّ آية التيمم نزلت في شعبان، سنة خمسٍ من الهجرة، في غزوة المريسيع:

قصد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني المصطلق من خزاعة على مائهم، قريب من الفرع؛ فقتل منهم رجالهم، وسبا نساءهم، وكان فيمن سبى؛ جويريةُ بنتُ الحارثِ بنِ أبي ضِرارٍ، تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجعل صَداقَها أربعين أسيرًا من قومها.

وفي هذه الغزاة سقط عقد عائشة؛ فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس على التِماسِهِ، وليسوا على ماء؛ فنزلت آية التيمم.

أمَّا التيمُّم لغةً، فهو: القصد.

قال الإمام أبو منصور الأزهري: التيمم في كلام العرب: القصد، يقال: تَيَمَّمْتُ فلانًا، ويَمَّمْتُهُ، وتأَمَّمْتُهُ؛ وأَمَّمْتُهُ؛ أي: قصدتُه (٢).

ثم إن التيمُّمَ خَصيصة خص الله تعالى به هذه الأمة -زادها الله شرفًا-.


(١) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٧/ ٩)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٦/ ٤٠٨)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٢٨٧)، و"المستدرك" للحاكم (٣/ ٥٣٤)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ١٢٠٨)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٤/ ٢٦٩)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٢٢/ ٣١٩)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٢/ ٥٠٨)، و "الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٤/ ٧٠٥)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (٨/ ١١١).
(٢) انظر: "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" للأزهري (ص: ٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>