للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو في الطريق بالجحفة قبل أن يصل لخمسٍ، أو ستٍّ.

ثم نزل بالشام، وسمع أبا بكر الصديق، وعبادةَ بن الصامت، وبلالَ بن رباح، ومعاذَ بن جبل، وشدادَ بنَ أوس، وعمرَو بن عبسة، وعائشةَ أمَّ المؤمنين.

وروى عنه: جماعة كثيرة من تابعي أهل الشام، وغيرهم.

وثَّقه ابنُ سعيد، وقال: قليلُ الحديث.

وقال عمر بنُ عبد العزيز في حديث نقله الصنابحي [فقال: إمامٌ أخذ عن إمام، وقال يعقوبُ بن شيبة: وذكر الصنابحي عن أبي بكر الصديق] (١)، فقال: يروي عن أهل الحجاز والشام، دخل المدينة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث يرسلها عنه.

وقد قلب بعضهم اسمه فجعله كنية، وبعضهم قلب كنيته فجعلها اسمًا، وكله خطأ، والصواب: ما ذكرناه أولًا.

روى له: البخاري، ومسلم، وأصحاب السنن (٢).

وأما ألفاظه:

فقوله: "شهدَ عندي رجالٌ مَرْضيُّون، وأرضاهُم عندي عمرُ":

لا شَكَّ أن الشهادةَ عند ابنِ عباسٍ؛ بمعنى: الإخبار، والرواية له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والتبليغ عنه؛ لا بمعنى الشهادة عندَ الحكام.

كيف، وعمر - رضي الله عنه - كان قاضيًا لأبي بكر - رضي الله عنه -، وأميرَ


(١) ما بين معكوفين ساقط من "ش".
(٢) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٧/ ٥٠٩)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٥/ ٣٢١)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٥/ ٢٦٢)، و"الثقات" لابن حبان (٥/ ٧٤)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٢/ ٨٤١)، و"تهذيب الكمال" للمزي (١٧/ ٢٨٢)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٣/ ٥٠٥)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٥/ ١٠٥)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (٦/ ٢٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>