للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حافظَ على أربعٍ قبل الظهرِ، وأربعٍ بعدَها، حَرَّمه اللهُ على النار" رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح (١).

وفي "صحيح البخاري" عن ابن مغفل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلوا قبل، المغرب، قال في الثالثة: لمن شاء" (٢)، وفي "الصحيحين" عن ابن مُغفَّل -أيضًا- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بين كلِّ أذانينِ صلاةٌ " (٣)، والمراد: بينَ الأذانِ والإقامة.

فهذه جملةٌ من الأحاديث في السنن الراتبة مع الفرائض.

قال جمهور العلماء، وأصحاب الشافعي: هذه النوافل المذكورة في هذه الأحاديث جميعُها مستحبة، لا خلافَ في شيء منها، إلا في الركعتين قبل المغرب، فإنَّ فيهما وجهينِ عندَ أصحاب الشافعي: أشهرهما عندهم: عدم الاستحباب، والمحققون منهم قالوا باستحبابهما؛ لحديثي ابن مغفَّل، وحديثِ ابتدارِهم السواريَ بهما، وهو في "الصحيحين" (٤).

قال العلماء من الشافعية وغيرهم: واختلافُ الأحاديث في أعدادها محمولٌ على التوسعة فيها، وأن لها أقلَّ وأكملَ، فيحصل أصلُ السنة بالأقل، والأكملُ فعلُ الأكثر.

وَكذلك في الضحى والوتر وغيرها، فأعدادها بالأقل والأكثر وما بينهما دليلٌ على أقل المجزي من أصل السنة، وعلى الأكمل، والأوسط، والله أعلم.


(١) رواه أبو داود (١٢٦٩) كتاب: الصلاة، باب: الأربع قبل الظهر وبعدها، والترمذي (٤٢٨)، كتاب: الصلاة، باب: (٣١٧) منه آخر، والنسائي (١٨١٦)، كتاب: قيام الليل وتطوع النهار، باب: الاختلاف على إسماعيل بن أبي خالد.
(٢) رواه البخاري (١١٢٨)، كتاب: التطوع، باب: الصلاة قبل المغرب.
(٣) رواه البخاري (٥٩٨)، كتاب: الأذان، باب: كم بين الأذان والإقامة ومن ينتظر الإقامة، ومسلم (٨٣٨)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: بين كل أذانين صلاة.
(٤) رواه البخاري (٤٨١)، كتاب: الصلاة، باب: الصلاة إلى الأسطوانة، ومسلم (٨٣٧)، كساب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب ركعتين قبل صلاة المغرب، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>