للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التاسع: وجود الظلمة؛ لحديث صحيح، من رواية ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، في ليلة ظلماءَ, فنادى منادٍ به: أَنْ صَلُّوا في الرِّحال (١).

العاشر: أكلُ الثوم والبصل، إلى أن يذهب ريحهما؛ وكذلك ما في معناهما؛ مما له رائحة كريهة؛ كالكراث، والبقول المنتنة، وقد ثبت في النهي عن ذلك أحاديثُ صحيحة؛ تمنع إتيان المساجد حتى يذهب ريحها؛ سواء كان فيها جماعة، أم لا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم.

وقد ألحق الفقهاء بهذه النصوص عليها أعذارًا في معناها، وبعضها أولى بأن يكون عذرًا؛ فالشخص مأمور بالجماعة، وإتيانها، فإذا عذر في إتيانها، فلا يتركها؛ إما واجبًا، وإما مندوبًا، والله أعلم.

واعلم: أن الضعف يعم: الصغر، والكبر، والمرض، والسقم؛ فيكون ذكر السقيم، والصغير، والكبير؛ من باب ذكر الخاص بعد العام، أو من باب تعداد الصفات الموجبة للعذر، في ترك الإمام التطويل عليهم، في الصلاة.

وفي الحديثين مسائل:

منها: الردُّ على من قال: لا تجوز صلاة الجماعة إلا خلف معصوم.

ومنها: أن الإمام يخفف الصلاة؛ على الشرط، والتفصيل الذي ذكرناه.

ومنها: ذكر الأحكام للناس بعللها.

ومنها: جواز حضور المريض، والصبي، والشيخ، وسائر من به ضعفٌ الجماعةَ.

ومنها: مراعاة الضعفاء في أمور الآخرة؛ وكذلك في أمور الدنيا، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "سِيروا على سَيْرِ أَضْعَفِكم" (٢).


(١) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (١٦٥٦)، وأبو يعلى في "مسنده" (٥٦٧٣)، وابن حبان في "صحيحه" (٢٠٨٤)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٣١٠٢).
(٢) قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص: ٣٩٦ - ٣٩٧): لا أعرفه بهذا اللفظ، ولكن معناه =

<<  <  ج: ص:  >  >>