للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما كعبُ بن عُجرة، فكنيته أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو إسحاق، وهو من بني سالمِ بن عوف، وقيل: من بني سالم بنِ بليِّ بنِ الحاف بنِ قضاعةَ، حليفٌ لبني حارثة بنِ الحارث بنِ الخزرج، وقيل: هو حليفٌ لبني عوف بن الخزرج، وهم القواقلة، وقيل: إنه حليف لبني سالم من الأنصار، شهد بيعة الرضوان، وقال ابن الأثير: تأخر إسلامه.

روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعة وأربعون حديثًا، اتفقا على حديثين، وانفرد مسلم بآخرين، وروى عنه ابن عمر، وابن عباس، وابن عمرو بن العاصي؛ العبادلة، وجابرُ بن عبد الله، وطارقُ بن شهاب، وبنوه: إسحاق، وعبد الملك، ومحمد، والربيع، وجماعة من التابعين، مات بالمدينة سنة اثنتين، وقيل: إحدى، وقيل: ثلاث وخمسين، وله خمس وسبعون سنة، روى له أصحاب السنن والمساند (١).

أما ألفاظه: فقوله: "ألا أهدي لك هديةً" الهديةُ: ما يُتقرب به إلى المهدى إليه توددًا وإكرامًا من غير قصد عوض دنيوي، بل القصد ثواب الآخرة، وأكثر ما يستعمل في المأكول والمشروب والملبوس، وقد يتجوز بها في العلوم اللفظية والمعنوية الشرعية؛ كما في هذا الحديث: "ألا أهدي لك هدية"، والهدية واحدة الهدايا؛ كالعطية والعطايا، والبرية والبرايا، وفيه إضمار؛ كأن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال له: نعم، فقال له كعب: "إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله" الحديث.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ" إلى آخره، صيغة الأمر في قوله ظاهرة في الوجوب، وقد اتفق العلماء على وجوب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن


(١) وانظر ترجمته في: "الثقات" لابن حبان (٣/ ٣٥١)، "والمستدرك" للحاكم (٣/ ٥٤٥)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ١٣٢١)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٥٠/ ١٣٩)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٤/ ٤٥٤)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٣٧٧)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٢٤/ ١٧٩)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٣/ ٥٢)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٥/ ٥٩٩)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (٨/ ٣٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>