للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدة خلافته عشرون شهرًا، واستكمل بخلافته سن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمات وهو ابن ثلاث وستين سنة، وصلى عليه عمر بن الخطاب في المسجد، ودفن في بيت عائشة - رضي الله عنها - مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونزل في قبره عمر، وعثمان، وطلحةُ وابنه عبد الرحمن -رضي الله عنهم-، وتوفي يوم الاثنين، وقيل: ليلة الثلاثاء، لثمان، وقيل: لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وكان مرضه خمس عشرة ليلة، ودفن ليلًا.

رُوي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مئة حديث، واثنان وأربعون حديثًا، اتفق البخاري ومسلم على ستة أحاديث، وانفرد البخاري بأحد عشر حديثًا، ومسلم بحديث واحد، وروى عنه عمرُ، والبراءُ بن عازب، وابنه عبد الله، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبو هريرة، والبراء بن عازب، وابنته عائشةُ أم المؤمنين، وعبدُ الله بن عباس، وزيد بن ثابت، وأبو سروعة عقبةُ بنُ الحارثِ بنِ نوفلِ بنِ عبدِ منافٍ القرشيُّ، وخلق سواهم، وروى له أصحاب السنن والمساند.

قالت عائشة - رضي الله عنها -: لم يقل أبو بكر - رضي الله عنه - بيتَ شعر في الإسلام حتى مات (١)، وكان هو وعثمان - رضي الله عنهما - ممن حرَّمَ الخمر في الجاهلية، وهو - رضي الله عنه - الذي قام بقتال أهل الردَّة، فظهر من فضل دأبه في ذلك وشدته مع لينه ما لم يحتسب، فأظهر الله تعالى دينه، وقُتل على يديه وببركته كلُّ من ارتد عن دين الله، حتى ظهر أمر الله وهم كارهون، وقاتل مانعي الزكاة -أيضًا- حتى رغبوا إلى أدائها.

واختلف في مكثه في الغار هو ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال مجاهد - رحمه الله -: مكثا فيه ثلاثًا، وقيل: بضعة عشر يومًا، وهو غير صحيح، وله - رضي الله عنه - من الخطب والمواعظ والحكم وغير ذلك ما يحتمل مجلدات، والله أعلم (٢).


(١) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٢٠٥٠٧).
(٢) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ١٦٩)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٥/ ١)، و"المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان (١/ ٥٩٣)، و"الآحاد والمثاني" لابن أبي =

<<  <  ج: ص:  >  >>