للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السنن والمساند، وروى عنه جماعة من التابعين الصغار (١).

وأما معاوية: فهو ابن أبي سفيان، وهو صَخْرُ بنُ حربِ بنِ أميةَ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ منافٍ، كنيته أبو عبد الرحمن، وأمه هندٌ بنتُ عتبةَ بنِ ربيعةَ بنِ عبدِ شمس، كان هو وأبوه وأخوه يزيدُ بن أبي سفيان من مسلمة الفتح، وروي عن معاوية أنه قال: أسلمتُ في عمرة القضية، ولكني [كنت] أخاف أن أخرج، وكانت أمي تقول: إن خرجتَ، قطعت عنك القوت.

وأما أبوه صخر، فذكر ابن قتيبة: أن عينيه ذهبت إحداهما يوم الطائف، والأخرى يوم اليرموك، ومات في خلافة عثمان أعمى.

وهو أول من عمل المقصورة سنة أربع وأربعين بجامع دمشق والجوامع، وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مِرْقاة، وأول من جعل ابنه وليَّ العهد خليفةً بعده في صحته، وأول من جعل على رأسه حَرَسًا، وأول من قِيدت بين يديه الجنائب، وأول من اتخذ الخِصْيان في الإسلام، وأول من قتل مسلمًا صبرًا؛ حجرًا وأصحابه، وكان يقول: أنا أول الملوك (٢)، وولاه عمر -رضي الله عنه- الشام بعد موت أخيه يزيد، وكان معاوية أحدَ كتاب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحضر غزوةَ قيسارية مع أخيه يزيد، واستخلفه على غزوها حين سار إلى دمشق، ولم يزل معاوية عليها حتى فتحها، وقد قيل: إن فتحها كان في سنة تسع عشرة في خلافة عمر - رضي الله عنه -، وفي ذي الحجة منها توفي يزيد بن أبي سفيان في دمشق، وولي معاويةُ بعده، وجزع عمر على يزيد جزعًا شديدًا، وكتب بالولاية بعده لمعاوية، فأقام أربع سنين، فأقره عثمان عليها اثنتي عشرة سنة إلى أن مات، ثم كانت الفتنة بينه وبين علي - رضي الله عنه -، فحاربه


(١) وانظر ترجمته في: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٩/ ٤٨)، و"الثقات" لابن حبان (٥/ ٤٩٨)، و "تاريخ دمشق" لابن عساكر (٦٢/ ٤٢٧)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٤٤١)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٣٠/ ٤٣١)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (١١/ ١٠٠).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٠٧١٤)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥٩/ ١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>