للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمقبرة باب الصغير، ثم نقل إلى المكان المذكور، وكان مشهورًا، ثم بني الجامع بعد ذلك، ثم لعله أخفي بعد ذلك، والله أعلم.

ولا شك أن هودًا - صلى الله عليه وسلم - لم يقدم الشام فيما ذكره المؤرخون، وإنما كان بحضرموت، ومات بها، وقيل: قدم مكة، ومات بها، ودفن، والله أعلم.

ولما حضرت معاويةَ الوفاةُ، وثقل في مرضه، وكان ابنه يزيدُ غائبًا، كتب إلى ابنه بحاله؛ فيما ذكر محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي يقول ذلك، وأنشد ابنه يزيدُ أبياتًا مشهورة لما أتاه الرسول بذلك، فلما وصل إليه ابنه وجده مغمورًا، فأفاق معاوية فقال: يا بني! إني صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج لحاجة، فاتبعته بإداوة، فكساني أحد ثوبيه الذي يلي جلده، فخبأته لهذا اليوم، وأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من أظفاره وشعره ذات يوم، فأخذته وخبأته لهذا اليوم، فإذا أنا مت، فاجعل ذلك القميص دون كفني مما يلي جلدي، وخذ ذلك الشعر والأظفار فاجعله في فمي وعلى عيني ومواضع السجود مني، فإن نفع شيء، فذاك، وإلا، فإن الله غفور رحيم.

ولمعاويةَ منقبةٌ جليلة رويناها في "جزء ابن عرفة": أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهمَّ عَلِّمْ معاويةَ الكتابَ والحسابَ، وقِهِ العذابَ" (١).

وقال قتادة: قلت للحسن: يا أبا سعيد! إن هاهنا ناسًا يشهدون على معاوية أنه من أهل النار، فقال: لعنهم الله، وما يدريهم من في النار (٢)؟

ورزق عمر بن الخطاب معاوية - رضي الله عنهما - على عمله بالشام عشرة آلاف دينار كل سنة (٣).


(١) ورواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ١٢٧)، وابن خزيمة في "صحيحه" (١٩٣٨)، وابن حبان في "صحيحه" (٧٢١٠)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٨/ ٢٥١)، عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه -.
(٢) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥٩/ ٢٠٦).
(٣) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ٣٢)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٧/ ٣٢٦)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٣٧٣)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ١٤١٦)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>