للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كبشا أقرنَ" ووصفه بالأقرن لكماله به وحسن صورته، ولأنه ينتفع به.

والدجاجة -بكسر الدال وفتحها- لغتان مشهورتان، وتقع على الذكر والأنثى.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا خرجَ الإمامُ، حضرتِ الملاتكةُ يستمعون الذِّكر" يقال: حضرت -بفتح الضاد وكسرها- لغتان، الفتح أفصح وأشهر، وبه جاء القرآن، قال الله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ} [النساء: ٨].

ومقتضى الحديث خروجُ الإمام بعد الساعة الخامسة، وتطوي الملائكة الصحف لاستماع الذكر، وخروج الإمام إنما يكون بعد الساعة السادسة على ما بينا أن المراد بالساعات الزمانية التي يومها اثنتا عشرة ساعة، أما إذا جعلنا المراد منها اللحظات بعد الزوال، أو جعلنا ذلك عبارة عن ترتيب منازل السابقين، فلا يلزم هذا الاقتضاء، والإشكال عليه، والمراد بهؤلاء الملائكة: غير الحفظة، ووظيفتهم كتابة حاضري الجمعة، واستماعهم للذكر الذي هو الوعظ والتذكير؛ تشريفًا له ولسامعيه، وتعظيمًا لقدر الجمعة، وشهادة لهم بذلك جميعه.

واعلم أنه جاء في رواية النَّسائيُّ بعد الكبش: بطة، ثم دجاجة، ثم بيضة (١)، وفي رواية له بعد الكبش: دجاجة، ثم عصفور، ثم بيضة (٢) , وإسناد الروايتين صحيحان، ولا إشكال عليهما، فإن اقتضاهما أن خروج الإمام بعد السادسة، فيصح كون أن الساعات هي من اليوم الذي هو اثنتا عشرة ساعة، والله أعلم.

ثم إن من جاء في أول ساعة من هذه الساعات، ومن جاء في آخرها مشتركان


(١) رواه النَّسائيُّ (١٣٨٥)، كتاب: الجمعة، باب: التبكير إلى الجمعة، والإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢٥٩)، والدارمي في "سننه" (١٥٤٤).
(٢) رواه النَّسائيُّ (١٣٨٧)، كتاب: الجمعة، باب: التبكير إلى الجمعة، وابن عبد البر في "التمهيد" (٢٢/ ٢٦)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. ورواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٨١)، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>