تغسل الموتى، وتغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تعد في أهل البصرة.
وقد قال عبد الغني المقدسي الحافظ: روي لها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعون حديثًا، اتفق البخاري ومسلم على ستة، وانفرد البخاري ومسلم بآخر.
قلت: وروى لها أصحاب السنن والمساند، وجعل الحافظ أبو حاتم بن حبان - رحمه الله - أمَّ عطية الأنصارية وأمَّ عمارة واحدة لها كنيتان، فقال: أم عطية الأنصارية التي دخلت البصرة اسمها نسيبة بنتُ كعب المازنية، وهي أم عمارة، وهي والدة عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، روى عنها ابن سيرين، وأهل البصرة، وتقدم ذكرها في الكلام على الحديث الثامن من كتاب الطهارة، في ترجمة ابنها عبد الله بن زيد بن عاصم، وأنها أم عمارة لا أم عطية، والله أعلم (١).
وأما الألفاظ: فالعواتق: جمع عاتق، وهي الجارية البالغة، وقيل: التي قاربت البلوغ، وقيل: هي ما بين أن تبلغ إلى أنْ تعنس ما لم تتزوج، والتعنيسُ: طول المقام في بيت أبيها بلا زواج حتى تطعن في السن، قال أهل اللغة: سميت عاتقًا؛ لأنها عتقت من امتهانها في الخدمة والخروج في الحوائج، وقيل: لأنها قاربت أن تتزوج، فتعتق من قهر أبويها وأهلها، وتشتغل في بيت زوجها.
وأما الخدور، فهي جمع خِدْر، وهي البيت، وقيل: الخدر: ستر في ناحية البيت.
قولها: أمر الحيض: أمر -بفتح الهمزة والميم-، ومعناه: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -،
(١) وانظر ترجمتها في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٨/ ٤٥٥)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٩/ ٤٦٥)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٤٢٣)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٤/ ١٩٤٧)، و"الإكمال" لابن ماكولا (٧/ ٢٥٩)، و"صفة الصفوة" لابن الجوزي (٢/ ٧١)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٧/ ٣٥٦)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٦٢٦)، وعنه أخذ المؤلف هذه الترجمة، و"تهذيب الكمال" للمزي (٣٥/ ٣١٥)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٢/ ٣١٨)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٨/ ٢٦١)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (١٢/ ٤٨٢).