للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمته - صلى الله عليه وسلم - حياء، واشترى بئر رُومةَ، وجعلها للمسلمين، وجهَّز جيشَ العُسْرَةِ، فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمغفرة؛ ما أسرَّ وما أعلن، وما أبدى وما أخفى، وما هو كائن إلى يوم القيامة، وقال: "ما يُبَالِي عُثْمَانُ مَا عَمِلَ بَعدَهَا" (١)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يزيدُ في مَسْجِدِنَا؟! فاشترى عثمانُ موضعَ خمسِ سواريَ، فزاده في المسجد (٢).

وقال عليُّ بنُ أبي طالب - رضي الله عنه -: كان عثمانُ - رضي الله عنه - أَوْصَلَنا للرَّحم، وكان مِنَ {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} الآية التي في المائدة [٩٣] (٣).

وزوَّجه الله سبحانه أمَّ كلثوم بنتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل صَداق رقيَّةَ، وعلى مثلِ صحبتها، وكان مِمَنْ تستحي منه ملائكةُ الرحمنِ، وشبهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإبراهيم خليلِ الرَّحمن، وهو أحدُ المشهود لهم بالجنة (٤)، وأحد الَّذين كانوا معه - صلى الله عليه وسلم - بحراءٍ، فانتفض، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "اثْبُتْ أُحُد؛ فَإِنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ" (٥)، وأحدُ الخلفاء الرَّاشدين، وأحدُ الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحدُ الَّذين قاموا به في ركعةٍ واحدةٍ، وأحدُ صُوَّامِ الدَّهر وقُوَّامِ اللَّيل - رضي الله عنه -، وجمعَ النَّاسَ


(١) رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (١/ ٣٤٠)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٩/ ٦٥)، عن حذيفة - رضي الله عنه - بهذا اللفظ.
(٢) رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (٢/ ٥٩٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٩/ ١٩ - ٢٠).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٢٠٦٠)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٥٥)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٢٥٧٤)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٩/ ٤٦٥).
(٤) قوله: "وهو أحد المشهود لهم بالجنة، ساقطة من "ح".
(٥) رواه البخاري (٣٤٨٣)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -. ورواه مسلم (٢٤١٧)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل طلحة والزبير - رضي الله عنهما -، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>