للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على المصحف، واستسلم للقتلِ صبرًا لله تعالى.

روى عنه من الصَّحابة: زيدُ بنُ خالدٍ الجهنيُّ، وعبدُ الله بنُ الزبير، والسائبُ بن يزيدَ، ومحمود بنُ لبيدٍ (١)، وجماعةٌ كثيرة من التَّابعين؛ كابنه، وغيره.

رُويَ له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مئةُ حديثٍ، وستة وأربعونَ حديثًا، اتفقا على ثلاثةِ أحاديثَ، وانفردَ البخاريُّ بثمانية، ومسلمٌ بخمسة، وروى له أيضًا: أبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجَهْ، وغيرُهم من أصحاب السُّنن والمسانيد.

ووليَ الخلافةَ اثنتي عشرةَ سنةً إلا عشرةَ أيامٍ، وقيل: إلا اثنتي عشرة ليلةً، وكان في يده خاتمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوًا من سنتين، ثم سقط في بئر أريس من آبار المدينة، فاتَّخذ خاتمًا من فضة فصُّه منه، ونقش عليه: آمنت بالَّذي خَلَقَ فسوَّى.

ووُلِدَ في السَّنة السَّادسة بعدَ الفيل، وقُتِلَ يومَ الجمعة بعدَ العصر، وهو صائمٌ، لثمانَ عشرةَ خَلَوْنَ من ذي الحجة، وقيل: قتل في أوسط أيَّام التَّشرِيق سنة خمس وثلاثين، وهو ابنُ تسعين سنةً، وقيل: ابنُ ثمان، وقيل: اثنتين وثمانين، وصلَّى عليه جُبَيْرُ بنُ مُطْعِمٍ، ودُفن بالبقيع بُحشِّ كوكب ليلًا (٢).

قال أَسْهَمُ بْنُ حُبَيشٍ: لمَّا حملنا نعشه، غَشِيَنا سوادٌ من خَلْفِنا،


(١) قوله: "بن لبيد" ساقطة من "ح".
(٢) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ٥٣)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٦/ ٢٠٨)، و"تاريخ الطبري" (٢/ ٦٧٩)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ١٠٣٧)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٣٩/ ٣)، و"المنتظم" لابن الجوزي (٤/ ٣٣٤)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٣/ ٥٧٨)، و"الكامل في التاريخ" له أيضًا (٣/ ٧٤)، و"تهذيب الكمال" للمزي (١٩/ ٤٤٥)، و"تذكرة الحفاظ" للذهبي (١/ ٨)، و"البداية والنهاية" لابن كثير (٧/ ١٩٩)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٤/ ٤٥٦)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (٧/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>