أَمَّا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فالوصال من خصائصه التي أبيحت له، وهو محرَّم على أمَّته، قاله العلماء؛ كالخطابي وغيره من الشافعية، لا اختلاف فيه، لكنَّه من باب الإكرام له، والتخفيف عنه، وليس من باب التشديد والتَّثقيل عليه - صلى الله عليه وسلم -، والله أعلم.
ومنها: أن الأتباع إذا رأوا من متبوعهم شيئًا مخالفًا لما أمرهم به، أو نهاهم عنه، سألوه عنه.
ومنها: أنَّ [المتبوع] يبيّنه لهم، ويذكر لهم علته.
ومنها: ما اختصَّ الله تعالى به نبيه محمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - من الأحكام دون غيره؛ تكريمًا له، وتشريفًا ولطفًا، وتعريفا لقدره - صلى الله عليه وسلم -، وتبيينًا لعظيم رتبته عند ربِّه - سبحانه وتعالى -.
ومنها: بيان قدرة الله تعالى على إيجاد المسببات العاديات من غير سبب ظاهر للخلق؛ لأنَّه لو كان السَّبب في وصاله - صلى الله عليه وسلم - ظاهرًا، لما سألوه عنه، ولما احتاج إلى البيان لهم، والله أعلم.
ولا شكَّ أن الله تعالى أجرى الأشياء كُلَّها على الأسباب، لكن بعضها يكون ظاهرًا لكلِّ أحد، وبعضها يكون خفيًّا لا يعلمه إلا الخواص، فيتوهم أنه جرى على غير سبب، فليعلم ذلك!
والحكمة في ذلك جميعه: تعريف قدرة الله -عزَّ وجلَّ- في الأسباب والمسببات، وأنَّه - سبحانه وتعالى - واحد في ذاته وصفاته ومخلوقاته، أَلا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين.