للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن طلعت لهم فيه نجوم ... فشمسك فيه ليس لها أفول

لقد أصبحت في ذا العصر شمسا ... تضيء بك البصائر والعقول

عليك تحيّة ما فاح روض ... وما مالت غصون أو تميل (١٠٦)

فلمّا بلغ أبا دينار ذلك أجابه بقوله:

[الوافر]

لمثلك ما يقال ولا مثيل ... أهذا (١٠٧) الفخر والعقل (١٠٨) الجميل

أيا قمرا تبدّى في علاه (١٠٩) ... لرائيه، وليس له وصول (١١٠)

ومن أحيى وحيّر في نظام ... علاه الفخر والفضل الجليل

بعقل تحسد العقلاء عنه ... ونقل قد تحيّر له العقول

إذا الفصحا [قد] (١١١) اشتهروا بقول ... فأنت القصد تعلم ما تقول

إليك تشد أزمّات المطايا ... ونحو (١١٢) حماك قد نزل الرّعيل /

وفي شرف المعالي أنت شمس ... لناظرنا تلوح، ولا أفول!

بنو الشرفيّ إن فرضوا لمجد ... فريضتهم بمجدك قد تعول

سقا قبر الذي أبقاك (١١٣) فينا ... من الرحمات وابلها هطول

وأسقى فرعه بالجود حتى ... يميل لنا وعنّا لا يميل

متى نحظى بوصل واجتماع ... ونهنا (١١٤) فلا كتاب ولا رسول

وإن أمّت بنا حال وحالت ... علمنا الودّ منك (١١٥) لا يزول

تعيش على الدّوام بكلّ خير ... لك التّوفيق والعمر الطّويل

مودّة من مضى في النّاس ماتت ... وأحياها لنا الحبر النّبيل (١١٦)

وقد فسح الله في مدّته حتّى ألحق الأبناء بالآباء، وأخذ عنه خلائق لا يحصون، فمن ذلك الشّيخ المفتي أبو العبّاس سيدي أحمد الشرفي، ونجله سيدي حسن، وأخذ عنه


(١٠٦) أنظر ديوان محمد الشرفي الصفاقسي ص: ٥٥، تونس ١٩٧٩.
(١٠٧) في ط: «لهذا».
(١٠٨) في الديوان: «الفعل».
(١٠٩) في الديوان: «علاء».
(١١٠) في ط: «أفول».
(١١١) إضافة من الديوان.
(١١٢) في ط: «ونحوك».
(١١٣) في الديوان: «خلاك».
(١١٤) في بقية الأصول: «ونهنى».
(١١٥) في الديوان: «منكم».
(١١٦) أنظر ديوان محمد الشرفي ص: ٥٦.