للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولو أن شمس الأفق باهت بنورها ... دراري السّما ودّت لوانت لها قرص

أمولاي دم فخرا وعزا (٢٠٥) وسؤددا ... فأنت الذي عن كلّ مجد له (٢٠٦) حرص

بختم الشفا هنيت فلتبد ساحبا (٢٠٧) ... ذيول علا منها عليك غدت قمص

فيا لك من حبر كشفت نكاته ... لنا فغدا في كلّ علم لنا شنص (٢٠٨)

جزاك جزاء الله عنا بفضله ... نعيما بفردوس لولدانه قفص

خدمت بمدحي روض مجدك مذ (٢٠٩) رأيت ... عن خدمة العلم الشريف لك الفحص

فإنّك يا فخر الورى بحر سؤدد ... لفكري فيه عن لآلي الثنا غوص

فدرّ مديحي فيك منه التقطته (٢١٠) ... وما كان إلاّ النضد (٢١١) لي فيه والوص

ولو كان في وسعي جذبت النّجوم كي ... أحلّي بها مدحي لكم ولها رقص

فها بنت (٢١٢) فكري غادة قد توشّحت ... بدرّ ثناء لم يحصه العدّ والخرص

فخذها عروسا مهرها صالح الدعاء منك ... وشرطي لا يلاحظها خصّ

عليك سلام الله ما هبّت الصّبا ... بروض وغنّى (٢١٣) فيه ورق له كصّ

وصلّ وسلّم يا إلاهي على النبيء والآل (٢١٤) ... والأصحاب بالفضل قد خصّ‍ [ـوا]

ولم يزل مرضي السّيرة طيّب السّريرة إلى أن حضرته الوفاة شهيدا مبطونا يوم ثلاثة عشر خلت من رجب الحرام سنة ثمان وتسعين ومائة وألف (٢١٥) فقرأ {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ اِرْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَاُدْخُلِي جَنَّتِي} (٢١٦) وأوصى أن يصلّي عليه تلميذه الشيخ سيدي أحمد بن سيدي أحمد بن حسن لما اعتقد فيه من الصلاح والفضل، وكان ذلك إشارة والله أعلم إلى توليته مشيخة المدرسة فكان ذلك، ثمّ تشهد شهادة الحقّ، وفارق الدّنيا - رحمه الله تعالى - وخرج خلف جنازته خلق ملأ الفضاء، ورثاه تلميذه الشّيخ علي ذويب بمرثية طويلة قرأها عند سرير نعشه قبل الصلاة عليه وهي هذه:


(٢٠٥) في ط وت: «عزا وفخرا».
(٢٠٦) في ت: «لها».
(٢٠٧) في ط: «أساحب»، وفي ت: «ساحب».
(٢٠٨) في ط وت: «سنص».
(٢٠٩) في ط وت: «قد».
(٢١٠) في ط وت: «التعضمه».
(٢١١) في ت: «النظر».
(٢١٢) في ط: «نبت».
(٢١٣) في ط: «وعنا».
(٢١٤) في ت: «وآله».
(٢١٥) ٥ ماي ١٧٨٣ م.
(٢١٦) سورة الفجر: ٢٧ - ٢٨ - ٢٩ - ٣٠.